العقوبات الغربية تكبح توسع روسيا في الغاز المسال

العقوبات الغربية تكبح توسع روسيا في الغاز المسال

03 ابريل 2024
أميركا تسعى إلى تقويض إيرادات روسيا من تصدير الغاز (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تواجه خطة روسيا لتوسيع صادرات الغاز الطبيعي المسال تحديات كبيرة بسبب العقوبات الأمريكية، مما أدى إلى تأخير شحنات من مشروع "آركتيك 2" الضخم الذي بدأ إنتاجه في ديسمبر الماضي دون تمكنه من تصدير أي شحنة حتى الآن.
- اضطرت محطة "آركتيك 2" لتقليص الإنتاج بشكل كبير، وتواجه صعوبات في تخزين الغاز المسال بسبب نقص المساحة، مع استهداف "نوفاتك" لبدء عمليات التصدير بحلول نهاية مارس الماضي وجاري التفاوض لبيع أول شحنة للصين.
- تعكس مشكلات "نوفاتك" صعوبة تحقيق روسيا لهدفها بمضاعفة صادرات الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات تقريبًا بحلول 2030، خاصة بعد العقوبات الأمريكية التي أثرت على خطط استقبال السفن والتصدير.

تراوح خطة روسيا لتوسيع صادرات الغاز الطبيعي المسال مكانها، جراء العقوبات الأميركية التي تؤخر الشحنات المستخرجة من مشروع جديد ضخم.

فقد بدأ إنتاج محطة الغاز الطبيعي "آركتيك 2" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن البلاد لم تتمكن حتى الآن من تصدير أي شحنة جراء القيود الأميركية.

واضطرت المحطة لتقليص الإنتاج بطريقة كبيرة خلال فبراير/ شباط الماضي، بحسب بيانات قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية إنها اطلعت عليها.

في الوقت نفسه أفادت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، التي كانت أول من أعلن عن انخفاض الإنتاج، بأن محطة الغاز الطبيعي المسال "آركتيك 2" غير قادرة على تصدير الوقود، ولا تملك المساحة الكافية لتخزينه.

وكانت شركة "نوفاتك" المساهم الرئيسي في المحطة الواقعة فوق الدائرة القطبية الشمالية، تستهدف بدء عمليات التصدير مع حلول نهاية مارس/ آذار الماضي.

وتنخرط الشركة الروسية في محادثات لبيع أول شحنة لها لمشترين من الصين، لكن لم يتضح التوقيت بعد، وسط مخاوف من الولايات المتحدة، بحسب أشخاص على دراية بالمحادثات طلبوا عدم ذكر أسمائهم، نظراً لأن المعلومات غير معلنة، وفق "بلومبيرغ".

وتُظهر مشكلات "نوفاتك" مدى صعوبة تحقيق روسيا هدفها بمضاعفة صادرات الغاز الطبيعي المسال 3 مرات تقريباً مع حلول 2030.

وصدّر البلد الذي كان أكبر مُصدر للغاز حول العالم قبل غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، نحو 32 مليون طن من الوقود فائق البرودة السنة الماضية، ما يُعد جزءاً محدوداً من إجمالي حجم التجارة العالمية البالغ 412 مليون طن، بحسب بيانات تتبع حركة السفن.

وفرضت الولايات المتحدة قيوداً على "نوفاتك" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأجبرت مستثمرين آخرين على الخروج من مشروع الغاز المسال "آركتيك"، بما فيهم "توتال إنرجيز" الفرنسية و"ميتسو آند كو" اليابانية اللتان أعلنتا حالة القوة القاهرة. كذلك قوضت العقوبات خطط المحطة لاستقبال السفن كاسحة الجليد المتخصصة اللازمة لعبور المياه المتجمدة.

وخلال فبراير/ شباط الماضي، بلغ إنتاج الغاز داخل مشروع الغاز الطبيعي المسال "آركتيك" 83 مليون متر مكعب، بالمقارنة مع 250 مليون متر مكعب في يناير/ كانون الثاني، و425 مليون متر مكعب في ديسمبر/ كانون الأول.

لكن مصادر مطلعة قالت للوكالة الأميركية إن "نوفاتك" بدأت محادثات مع مشترين من الصين حول بيع الغاز على أساس فوري أو بعقود طويلة الأجل، لكن قلة من الشركات على استعداد لتحمل مخاطر التورط في انتهاك العقوبات الأميركية.

وأضافت المصادر أن خطة الشركة هي إرسال غالبية، إن لم يكن جميع، كميات الغاز الطبيعي المسال عبر طريق بحر الشمال إلى الصين، كما أنها تحاول العثور على مشترين من الهند.

وسيوفر هذا الممر أسرع طريق مباشر لإيصال الغاز إلى الصين، عندما يكون مفتوحاً للملاحة خلال فصل الصيف، حيث يمكن لمجموعة كبيرة من السفن أيضاً الوصول إلى المنشأة وتصدير الغاز عندما تكون المياه المحيطة بالمشروع غير متجمدة.

كان أول خط لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بمحطة "أركتيك 2" قد صُمم لضخ 6.6 ملايين طن سنوياً. ومع إضافة خطين آخرين لم يدخلا الخدمة، يصل إجمالي سعة المنشأة إلى نحو 20 مليون طن.

المساهمون