الصين تسجل واردات قياسية من النفط الخام في 2023

الصين تسجل واردات قياسية من النفط الخام في 2023.. وتحول تجارتها من أميركا إلى روسيا

12 يناير 2024
هل يعاود اقتصاد الصين ازدهاره في 2024؟ (Getty)
+ الخط -

أظهرت بيانات صدرت اليوم الجمعة، أن واردات الصين من النفط الخام وصلت في 2023 لأعلى مستوياتها على الإطلاق خلال عام، مع تعافي الطلب على الوقود، بعد التراجع الناجم عن جائحة كورونا، وبالتزامن مع زيادة التعاملات التجارية مع روسيا على حساب الولايات المتحدة.

وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن واردات الصين من النفط الخام زادت العام الماضي 11 بالمائة، مقارنة مع 2022 إلى 563.99 مليون طن، أو ما يعادل 11.28 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من المستوى القياسي السابق المسجل في 2020، وبلغ 10.81 ملايين برميل يومياً.

وبلغ إجمالي الواردات في ديسمبر/ كانون الأول 48.36 مليون طن أو 11.39 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من 10.33 ملايين برميل يومياً في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وأظهرت البيانات التي نشرت اليوم الجمعة، أن واردات الصين من الغاز الطبيعي، والتي تشمل الغاز الطبيعي المسال والغاز الذي يصل عبر الأنابيب، ارتفعت 9.9% إلى 119.97 مليون طن في 2023. وتمثل هذه الكميات ثاني أعلى مستوى على الإطلاق بعد عام 2021، الذي شهد استيراد الصين 121.4 مليون طن.

تجارة الصين: مستوى قياسي مع روسيا وتراجع مع أميركا

سجّلت التجارة الصينية الروسية مستوى قياسياً عام 2023، وفق ما أظهرت البيانات، فيما تراجعت التجارة مع الولايات المتحدة لأول مرة منذ أربع سنوات، على خلفية التوترات الجيوسياسية.

ووصلت التجارة بين الصين وروسيا إلى أكثر من 240 مليار دولار، بحسب بيانات جمركية، متجاوزة الهدف البالغ 200 مليار دولار الذي حدده البلدان الجاران في اجتماعات ثنائية العام الماضي.

ويعد الرقم قياسياً بالنسبة للبلدين اللذين تقاربا سياسياً واقتصادياً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وأثارت بكين انتقادات دول غربية، بسبب موقفها من حرب أوكرانيا، والذي تصر الصين على أنه محايد، علماً بأنها رفضت انتقاد الغزو.

وتمثّل الأرقام زيادة سنوية نسبتها 26.3%، وفق البيانات.

وفي المقابل، تراجعت التجارة بين الولايات المتحدة والصين لأول مرة منذ عام 2019.

وبلغ حجم التجارة مع الولايات المتحدة 664 مليار دولار العام الماضي، في انخفاض نسبته 11.6% عن 2022.

وأفاد الوزير المساعد في الإدارة العامة للجمارك وانغ لينغجون، في مؤتمر صحافي، بأن اقتصاد الصين سيواجه عراقيل في 2024.

وأكد أن "تعقيد وشدة وضبابية البيئة الخارجية تزداد، وعلينا تجاوز الصعوبات، وبذل مزيد من الجهود لدعم نمو التجارة الخارجية بشكل أكبر".

كما أظهرت البيانات أن الصادرات الصينية تراجعت بنسبة 4.6% على مدى العام، وهو أول تراجع منذ 2016، بينما تراجعت الواردات بنسبة 5.5%.

الانكماش مستمر في الصين

وبدت البيانات الاقتصادية الداخلية قاتمة الجمعة، إذ أظهرت أرقام نشرها المكتب الوطني للإحصاءات بأن الانكماش في الصين تواصل للشهر الثالث على التوالي في ديسمبر/ كانون الأول.

وتراجع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.3% على أساس سنوي.

وشهدت الصين انكماشاً في يوليو/ تموز، كان الأول منذ عام 2021. وبعد انتعاش لم يدم في الشهر التالي، واصلت الأسعار تراجعها منذ سبتمبر/ أيلول.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في شركة "بن بيونت" لإدارة الأصول: "الضغط الانكماشي على الاقتصاد الصيني لا يزال قائماً، حيث لا يزال الطلب المحلي ضعيفاً. ويواصل قطاع العقارات الضغط على الاقتصاد".

ويتوقع محللون اتخاذ الصين مزيداً من تدابير دعم السياسات على المدى القصير لتحفيز الطلب.

وقال محللو بنك "يو.بي.إس" في مذكرة "من المرجح أن ينتعش الاستهلاك مع بداية العام القمري الجديد، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التحفيز لتعزيز إنفاق الأسر والقضاء على الضغوط الانكماشية".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون