السيسي: مصر تحتاج إلى استثمارات بـ100 مليار دولار خلال 7 سنوات

السيسي: مصر تحتاج إلى استثمارات بـ100 مليار دولار خلال 7 سنوات

09 فبراير 2023
استمرار ارتفاع الأسعار (Getty)
+ الخط -

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، جولة تفقدية داخل مصنع شركة "سايلو فودز" لإنتاج البسكويت التابعة للجيش، في مدينة السادات الصناعية بمحافظة المنوفية، التي تتولى مسؤولية توريد الوجبة المدرسية في جميع المحافظات منذ عام 2021، والمكونة من عصير وبسكويت فقط، من دون أن تحتوي على عناصر غذائية أخرى.

وقال السيسي، على هامش جولته: "مش عاوزين نتحدث في التلفزيون كثيراً عن موضوع الأكل (ارتفاع الأسعار)، مايصحش كده. الحاجة (السلع) موجودة، ونحنا شفافين جداً معكم، وصادقين، ونقول لكم كل حاجة. والمخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية يصل إلى 6 أشهر، على الرغم من الأعباء المالية الكبيرة الناتجة عن ذلك، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهنا".

واستطرد السيسي: "لا يجب أن ننسى أن تعداد مصر زاد بنسبة كبيرة جداً في الـ40 عاماً الماضية، والدولة لا تستطيع أن تجابه هذا النمو السكاني الكبير بأي خطط للتنمية. نحن نحاول تقليل الفجوات الناجمة عن نمو السكان خلال السنين الماضية، والتي لم يصاحبها نمو مماثل في معدلات التنمية في الدولة".

وأضاف: "حينما تكون لديك فجوة تبلغ 30 مليار دولار سنوياً، يبقى لازم نوفر استثمارات لا تقل عن مبلغ 100 مليار دولار، وهذا يحتاج من 5 إلى 7 سنوات. والدولة لا تستطيع أن تفعل ذلك من دون مساعدة القطاع الخاص، ولذا نعمل على تشجيع المستثمرين من خلال منحهم الرخصة الذهبية. وأي مستثمر من الداخل أو من الخارج من حقه التواصل مباشرة مع رئيس مجلس الوزراء، ومعي شخصياً، في حال مواجهته أي عوائق أو مشكلات".

ارتفاع الأسعار

وأضاف مخاطباً المواطنين في بلاده: "لو تصورتم أننا كدولة، ممثلة في وزارة التموين أو وزارة الداخلية، قادرة على السيطرة على الأسواق بالكامل، فهذا أمر صعب، ولن يتحقق. وأقول لكل مصري إذا ذهبت إلى أي سوبر ماركت (متجر)، ووجدت الأسعار عنده مرتفعة، لا تشترِ منه. حتى نعطيه درساً أنه طالما ترفع في أسعارك أكثر من غيرك، فإننا لن نشتري منك مرة أخرى!".

وتابع السيسي: "البرلمان تحدث مع وزير التموين والتجارة والداخلية، الدكتور علي المصيلحي، بشأن عدم القدرة على السيطرة على الأسواق، وهذا كلام مهم وصحيح. ولكن الآن لدينا 30 ألف منفذ لبيع المنتجات والسلع بأسعار مخفضة، بخلاف منافذ القوات المسلحة ووزارة الداخلية التي قد تصل إلى 40 ألف منفذ على مستوى الجمهورية، وذلك من أجل التخفيف من حدة أزمة الغلاء الحاصلة في جميع دول العالم، وليس في مصر فقط".

وزاد قائلاً: "أطمئن الجميع بأن السلع متوافرة في الأسواق، ولا توجد مشكلة تتعلق بنقصها، والأزمة التي مرت علينا منذ 4 أشهر لن تتكرر بإذن الله، وهانكمل طريقنا بشكل أفضل مما كنا عليه. ومصر تستورد نحو 2.5 مليون طن من زيت الطعام، وهذا الرقم يمثل نسبة 90% من حجم احتياجات الدولة، ولذلك لدينا خطة بشأن زراعة 52 ألف فدان من فول الصويا، بغرض زيادة حجم الإنتاج المحلي من زيت الطعام، ودعم المزارع أيضاً".

وأكمل: "إذا كنا نرغب في تحقيق توازن في أسعار المنتجات الغذائية لكل المواطنين، يجب أن تكون لدينا كميات أكبر مطروحة في الأسواق حتى نقلل الطلب، ولا ترتفع الأسعار".

وقال السيسي: "كثير من النقاش يدور حالياً حول أولويات الدولة، والاتجاه نحو الصناعة فقط، لأن العائد منها أكبر، وهذا كلام صحيح. ولكن الأمور كانت تحتاج إلى جهد في كل المحاور، وأنا ماكنتش أقدر أعمل كده، وأسيب باقي القطاعات في الدولة بمشكلاتها".

واستدرك بالقول: "قطاع الري مثلاً هو قطاع مهم جداً، وليس له عائد مباشر مثل الصناعة والتشغيل، لأنه عبارة عن مشروعات وخدمات مقدمة للمواطنين. القصد أنه كان لا بد من التحرك في كل المجالات في وقت واحد، حتى لو كانت عوائدها لن تظهر الآن".

تشجيع الاستثمارات

وواصل: "نحن نشجع أي مستثمر راغب في الشراكة بالمناطق اللوجستية للموانئ الرئيسية في مصر، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس. وجهاز الخدمة الوطنية المملوك للقوات المسلحة مستعد للشراكة مع القطاع الخاص، والدولة بكل مؤسساتها وشركاتها العامة مستعدة أيضاً للشراكة مع هذا القطاع".

وأضاف السيسي: "نحن قررنا طرح شركتين تابعتين للجيش في البورصة المصرية ضمن قائمة شملت 32 شركة عامة، وعلى استعداد لطرح جميع الشركات في الدولة، سواء في البورصة أو أمام المستثمرين الراغبين في تطويرها".

وختم بقوله: "أطمئن الجميع في مصر بأن منظومة التغذية المدرسية مستقرة ومؤمنة، ولا توجد مشكلة فيها كما كان يحدث من قبل. ونحن نسعى لأن تكون عناصر التغذية مناسبة لسن التلاميذ، وألا تقتصر على باكو بسكوت فقط"، على حد تعبيره.

وكانت حالة من الغضب قد سادت بين أولياء الأمور، العام قبل الماضي، بسبب تعرض مئات من التلاميذ للتسمم والإعياء الشديد في العديد من المحافظات، مثل كفر الشيخ وأسيوط وقنا، عقب تناولهم وجبات مدرسية موردة من الجيش، تبين لاحقاً أنها تحتوي على بسكويت وعصائر منتهية الصلاحية.

وأظهرت التحقيقات في وقائع تسمم التلاميذ، في محافظة أسيوط، أن الوجبة المدرسية الموزعة عليهم مصنعة بمعرفة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية (الجيش)، ممثلاً بشركة "سايلو فودز" للصناعات الغذائية، التي تعاقدت معها وزارة التربية والتعليم بـ"الأمر المباشر" لتوريد منظومة التغذية المدرسية في جميع المحافظات، بداية من العام الدراسي 2021-2022، استجابة من الوزارة لتوجيهات رئيس الجمهورية.

يذكر أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية قد تورط أيضاً في واقعة تسمم نحو 2243 تلميذاً في محافظة سوهاج بصعيد مصر عام 2017، عقب تناولهم وجبات مدرسية منتهية الصلاحية وردها الجهاز، ممثلاً حينها بشركة النصر للخدمات والصيانة (كوين سرفيس).

المساهمون