التضخم في الأرجنتين يبلغ 124% بعد خفض العملة وفق توصية صندوق النقد

التضخم في الأرجنتين يبلغ 124% بعد خفض العملة بناء على توصية صندوق النقد

14 سبتمبر 2023
تأثيرات واسعة على المستهلكين في الأرجنتين (Getty)
+ الخط -

ارتفع التضخم بما يتجاوز التوقعات في الأرجنتين الشهر الماضي بعد التخفيض المفاجئ لقيمة العملة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول.

فقد ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 12.4% في أغسطس/ آب مقارنة بيوليو/ تموز، وهي أعلى زيادة شهرية منذ عام 1991 عندما كانت البلاد تخرج من التضخم المفرط، وفقًا للبيانات الحكومية المنشورة يوم الأربعاء. وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار بنسبة 124.4%، وهو أيضًا أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود.

وكان تخفيض قيمة العملة شرطًا وضعه صندوق النقد الدولي جزءاً من برنامج مساعدات للبلاد بقيمة 44 مليار دولار، بعد أن استنفدت الحكومة فعليًا الدولار للحفاظ على جميع ضوابطها الصارمة على العملة، والتي أدت إلى المبالغة في تقدير قيمة البيزو لسنوات.

يؤكد التضخم في أغسطس، وهو ضعف الوتيرة في يوليو، تداعيات تخفيض قيمة العملة بنسبة 18% من قبل الحكومة في اليوم التالي للانتخابات التمهيدية، التي شهدت فوز المرشح خافيير مايلي على أقوى قوتين سياسيتين في الأرجنتين، بحسب "بلومبيرغ". ورفعت الشركات في بوينس آيرس وخارجها الأسعار بين عشية وضحاها بعد انخفاض العملة، ما أثار المخاوف بشأن العودة إلى التضخم المفرط.

لم يصل إلى الذروة

وعلى الرغم من القفزة التضخمية الأخيرة، فمن المرجح أن يبقي البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي من دون تغيير لأنه يتوقع أن تتباطأ مكاسب الأسعار في وقت لاحق من العام، حسب ما صرح مسؤولان على دراية مباشرة بالأمر لـ"بلومبيرغ" في وقت سابق.

وأرجع فرناندو لوسادا، العضو المنتدب في شركة أوبنهايمر وشركائه في نيويورك، هذا الارتفاع إلى السياسات النقدية والمالية التوسعية. ولم يصل التضخم إلى ذروته بعد في الأرجنتين، بحسب التوقعات.

وقال لوسادا لـ"بلومبيرغ": "إن تخفيض قيمة العملة في غياب خطة لتحقيق الاستقرار الكلي يشبه كلبًا يطارد ذيله بينما تتحرك الأسعار بالتناغم مع سعر الصرف، أو حتى بشكل أسرع منه".

وتجبر الأسعار المرتفعة المتسوقين المتضررين بشدة على إجراء تحد يومي للعثور على صفقات وخيارات أرخص، حيث إن ارتفاع الأسعار يترك اختلافات كبيرة من متجر إلى آخر، مع خصومات متفرقة لجذب المتسوقين.

وشرحت "رويترز" أن التضخم الحالي يدفع مستويات الفقر إلى ما يتجاوز 40% ويؤجج الغضب ضد النخبة السياسية التقليدية. وقالت لورا سيليز وهي تتسوق لشراء البقالة في تابياليس بضواحي بوينس آيرس: "الأمر صعب للغاية. كل يوم ترتفع تكلفة الأشياء قليلا، وكأننا دائما نسابق الزمن".

وكان زوجها فرناندو كابريرا، 59 عاما، يقوم بعمليات حسابية على الآلة الحاسبة لمقارنة أسعار الفواكه والخضراوات. وأضاف: "بهذه الطريقة نحاول التغلب على التضخم أو على الأقل التنافس معه قليلا".

أزمات واسعة

وتوقع استطلاع للمحللين أجراه البنك المركزي، صدر بعد البيانات، أن التضخم سينهي العام فوق 169%، وهو ارتفاع حاد عن تقديراته في الشهر السابق البالغة 141%. وتوقع أن يبلغ التضخم الشهري 12% في سبتمبر/ أيلول و9.1% في أكتوبر.

والأرجنتين عالقة في دائرة من الأزمات الاقتصادية، مع فقدان كبير للثقة في البيزو، ما أدى إلى انخفاض مطرد في قيمة العملة، وتضخم ثلاثي الأرقام، واحتياطيات البنك المركزي السلبية، واقتصاد متعثر بسبب الجفاف الذي ضرب الزراعة.

وتكافح البلاد أيضًا لإنقاذ صفقة بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، وتواجه احتمال دفع فاتورة قانونية بقيمة 16 مليار دولار بعد حكم محكمة أميركية يتعلق باستحواذ الدولة على شركة الطاقة YPF قبل عقد من الزمن.

ويلعب ذلك دورًا في سباق نحو الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، حيث يتصدر الليبرالي الراديكالي خافيير مايلي، المرشح الأوفر حظًا، أمام مرشحي المؤسسة وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا والمحافظة باتريشيا بولريتش.

وقال المحلل الاقتصادي المحلي داميان دي بيس لـ"رويترز": "تشير بعض التقديرات إلى أن التضخم قد يتسارع إلى 180%، ولهذا السبب نتحدث عن مستويات تضخم قياسية"، مضيفًا أنّ الدول الأخرى في المنطقة تشهد في الوقت نفسه تراجعًا في التضخم.

المساهمون