التضخم يطيح وزير الاقتصاد الأرجنتيني: مهندس الاتفاق مع صندوق النقد
استقال وزير الاقتصاد الأرجنتيني مارتن غوزمان، في ضربة لحكومة تعاني من أزمات اقتصادية متصاعدة.
ونشر غوزمان، الذي قاد صفقة إعادة هيكلة ديون الأرجنتين مع صندوق النقد الدولي والدائنين، رسالة على حسابه على تويتر يعلن فيها قراره.
وقال غوزمان، في رسالة موجهة إلى الرئيس ألبرتو فرنانديز السبت: "أكتب إليكم لتقديم استقالتي من منصب وزير الاقتصاد".
ووصلت معدلات التأييد للحكومة إلى أدنى مستوى لها منذ توليها السلطة في عام 2019. وتجاوز التضخم 60 بالمئة، وتتعرض العملة البيزو لضغط متزايد. وتراجعت السندات السيادية.
وتسود حالة من التشكك بين المواطنين بشأن الاقتصاد والتشاحن الداخلي في الائتلاف الحاكم بين المعتدلين مثل جوزمان وجناح أكثر تشدداً.
وأكد غوزمان ضرورة أن "يكون هناك اتفاق سياسي داخل الائتلاف الحاكم" لاختيار من يتولى المنصب خلفاً له.
واعتبر أن "مواصلة تعزيز قاعدة الاقتصاد الكلي، بما في ذلك سياسات المال والنقد وسعر الصرف"، أمر "أساسي" في اقتصاد يعاني تضخماً تجاوز 60% خلال عام واحد، وانخفاضاً في قيمة البيزو.
وقال ميغيل كيغيل، وزير المالية السابق لوكالة "رويترز" إن من سيتولى المنصب ستكون أمامه مهمة صعبة، مشيراً إلى أن التضخم قد يصل إلى 80 بالمئة هذا العام، وهناك فجوة تقارب 100 بالمئة بين أسعار الصرف الرسمية والموازية.
وتولى غوزمان الوزارة منذ عام ديسمبر/كانون الأول 2019، وهو رجل اقتصاد يبلغ التاسعة والثلاثين وقريب من جوزف ستيغليتز الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، وكان في طليعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لإعادة هيكلة ديون الأرجنتين البالغة 45 ملياراً تقريباً.
وتنص الاتفاقية بين الأرجنتين، ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية وصندوق النقد وفقاً لوكالة "فرانس برس" على سلسلة من تدابير الاقتصاد الكلي للسيطرة على التضخم المزمن في البلاد، الذي وصل إلى 50.9% في 2021، و60.7% خلال الأشهر الـ12 الماضية، وتقليل عجز ميزانيتها الذي وصل إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي في 2021، على أن يكون كل ذلك تحت مراقبة منتظمة من الصندوق.
وكان صندوق النقد قد أعطى حتى الآن موافقته على توجهات الاقتصاد الكلي للأرجنتين منذ حصول الاتفاقية، لكن غوزمان دائماً ما كان يواجه تحدياً من الجناح اليساري البيروني للائتلاف الحكومي الذي تمثله نائبة الرئيس (ورئيسة الدولة السابقة من 2007 إلى 2015) كريستينا فرنانديز دي كيرشنر.
(رويترز، فرانس برس)
