الأسهم تتراجع مع استمرار المخاوف من رفع الفائدة

24 يونيو 2023
تحذيرات محافظي البنوك المركزية من رفع الفائدة تصل "أخيراً" لأسواق الأسهم (Getty)
+ الخط -

وصلت أخيراً تحذيرات البنوك المركزية الكبرى من استمرار ارتفاع معدلات الفائدة إلى أسواق الأسهم، الأميركية والأوروبية، لتنهي المؤشرات الرئيسية تعاملاتها في المنطقة الحمراء، في أول أسبوع خاسر لمؤشر ناسداك في تسعة أسابيع، ما اعتبره البعض "نفاد البخار من قطار" أسهم شركات التكنولوجيا السريع.

وبعد ارتفاع لثمانية أسابيع على التوالي، تراجع مؤشر ناسداك، الأكثر تعرضاً لتحركات سعر الفائدة، على المستوى الأسبوعي، بخسارة بلغت 1.4%، وذلك بعد تراجع 1% في تعاملات يوم الجمعة. أيضاً خسر مؤشر داو جونز الصناعي 0.65% من قيمته، وتراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.77%، خلال تعاملات الجمعة، وكان كلا المؤشرين في المنطقة الحمراء، على المستوى الأسبوعي.

وتأثرت الأسهم في جميع الأسواق الكبرى، بشهادة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، هذا الأسبوع، أمام لجنة متخصصة بالكونغرس الأميركي، أكد فيها استمرار معركته ورفاقه مع التضخم العنيد، مرجحاً إجراء رفعين آخرين، قبل نهاية العام. وعادة ما تتسبب قرارات وتوقعات رفع الفائدة في تراجع أسعار الأسهم، كونها تزيد من تكلفة اقتراض الشركات، وتقلل قيمة الأرباح المتوقع تحقيقها في السنوات المقبلة.

والخميس، رفع بنك إنكلترا أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وصولاً إلى 5%، للمرة الأولى منذ عام 2008، الذي شهد ذروة الأزمة المالية العالمية، لافتاً إلى أنّ هناك بيانات "مهمة" تشير إلى أن التضخم البريطاني "سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يتراجع لمستوياته المعتادة". 

وأصبح احتمال رفع أسعار الفائدة مجدداً في الولايات المتحدة أكثر ترجيحاً. وقالت رئيسة مجلس الاحتياط الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، إن توقع رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام توقع "منطقي للغاية".

وفي أوروبا، هبطت الأسهم يوم الجمعة في ختام أسبوع حافل بتصريحات مسؤولي بنوك مركزية بأوروبا وأميركا بشأن السياسات النقدية، ما عزز احتمالات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات أطول.

وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم منخفضاً 0.3%، بعدما أظهرت بيانات تعثر نمو أنشطة الأعمال بمنطقة اليورو هذا الشهر، مع زيادة التباطؤ في قطاع الصناعات التحويلية.

وبلغت خسائر المؤشر 2.9% للأسبوع بأكمله، ليسجل بذلك أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من ثلاثة أشهر، مع استيعاب المستثمرين قرارات رفع الفائدة من البنوك المركزية، واستمرار التضخم مرتفعاً لفترات تتجاوز التوقعات السابقة، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

ويشعر المستثمرون بالقلق أيضاً حيال تأثير دورات التشديد النقدي الممتدة على تعافي الاقتصاد العالمي، وبصفة خاصة مع تفاقم المخاوف من حدوث ركود في بريطانيا، بعدما رفع بنك إنكلترا (المركزي) أسعار الفائدة أكثر من التوقعات.

وتراجع مؤشر داكس الألماني 1%، متكبداً أكبر خسارة بين نظرائه الإقليميين، مع هبوط أسهم "سيمنس إنرجي" 37.3%، وفقاً لـ"رويترز".

وحذرت الشركة، التي تزود قطاع الطاقة بالمعدات والخدمات، من أن مشاكل الجودة في وحدتها "سيمنس جاميسا" لتوربينات الرياح ستؤثر عليها لسنوات.

وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط عند التسوية يوم الجمعة، مسجلة خسارة أسبوعية، وسط قلق المستثمرين من احتمال أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لتراجع الطلب على النفط، رغم بوادر انخفاض الإمدادات، التي كان من بينها تراجع مخزونات النفط الخام الأميركية.

وتراجع مزيج برنت 29 سنتاً، أو 0.4%، وصولاً إلى 73.85 دولاراً للبرميل، مسجلاً خسارة لليوم الثاني على التوالي، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 35 سنتاً، أو 0.5%، وصولاً إلى 69.16 دولاراً، عند التسوية.

وخسر خام برنت يوم الخميس حوالي ثلاثة دولارات للبرميل، بعد رفع الفائدة البريطانية أكثر من التوقعات، ورفع البنكان المركزيان في النرويج وسويسرا أيضاً أسعار الفائدة. وتراجع خاما القياس أكثر من 3.5% خلال الأسبوع.

المساهمون