ارتفاع أسعار المنازل بأميركا للشهر الثالث على التوالي

ارتفاع أسعار المنازل بأميركا للشهر الثالث على التوالي

27 يونيو 2023
لا تزال أسعار المنازل منخفضة بنسبة 0.2% في إبريل/نيسان 2023 (Getty)
+ الخط -

بلغت أسعار المنازل في الولايات المتحدة ذروتها في يونيو/حزيران من العام الماضي، وانخفضت بشكل حاد مع بداية العام الجديد، إلا أنها تعافت بصورة واضحة، وفقاً لبيانات آخر ثلاثة أشهر تم الإعلان عنها.

ولا تزال أسعار المنازل، وفقًا لمؤشر "أس أند بي كورلوجيك كيس شيلر"، منخفضة بنسبة 0.2% في إبريل/نيسان 2023 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ومع ذلك، وبعد التعديلات الموسمية، أظهرت الأسعار ارتفاعاً بنسبة 0.5% شهرياً، رغم بقائها أقل بنسبة 2.4% فقط عن الذروة التي سجلتها في يونيو.

وسجلت مدن ميامي وشيكاغو وأتلانتا مكاسب كبيرة في إبريل، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 5.2% و4.1% و3.5% على التوالي مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. 

وتسببت الزيادة الكبيرة في معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري خلال الصيف الماضي في تراجع أسعار المنازل بسبب إحجام الكثيرين عن الشراء. ورغم بقاء معدلات الفائدة على ارتفاعها، بدا واضحاً أن مشتري المنازل قد تأقلموا مع الوضع الجديد، وعكست البيانات الجديدة زيادة في الطلب على المنازل.

ونقلت سي إن بي سي عن كريغ لازارا، العضو المنتدب في "إس أند بي دي جي أل"، قوله إن "التعافي المستمر في أسعار المساكن يستند إلى قاعدة عريضة".

وأضاف موضحاً أن "بيانات شهر إبريل تدعم فرضية انتهاء موجة انخفاض أسعار المنازل، التي بدأت منتصف العام الماضي، اعتباراً من أول شهور العام الجاري"، مشيراً إلى أن هذا التصور سيحصل على دعم إضافي في الأشهر المقبلة، وسيعتمد على "مدى نجاح السوق في التغلب على التحديات المتعلقة بمعدلات الفائدة على قروض الرهن العقاري الحالية، وأيضاً احتمالية استمرار الضعف الاقتصادي".

وقبل التعديلات الموسمية الأخيرة، ارتفعت الأسعار في جميع المدن العشرين محل القياس في إبريل، كما ارتفعت أيضًا في مارس/آذار. وأظهرت البيانات المعدلة موسميا ارتفاع الأسعار في 19 مدينة في إبريل مقابل 14 في مارس.

ولا يزال متوسط ​​سعر الفائدة على الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا مرتفعاً، ويدور حول 6%، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في العامين الأولين لجائحة كوفيد، عندما زاد شراء المنازل بشكل كبير.

وبالرغم من أن المشترين لا يزالون في وضع قوي، إلا أنهم يواجهون نقصًا حادًا في عرض المنازل المعروضة للبيع، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الغالبية العظمى من مالكي المنازل يتحملون معدلات رهن عقاري تقدر بحوالي 3%، مما يجعلهم أقل رغبة في بيع منازلهم وشراء منزل آخر بسعر فائدة أعلى على القرض الجديد الذي سيحصلون عليه.

وقالت دانييل هيل، كبيرة الاقتصاديين في موقع realtor.com، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، إن اتجاه أسعار المنازل يعاني من شد وجذب بين ميزانيات المشترين المضغوطة، والعرض المحدود، مما يجبرهم على المنافسة رغم انخفاض قدرة راغبي الشراء على تحمل التكاليف.

وأوضحت أن معدلات الفائدة العالية على قروض الرهن العقاري تعطل بيعا واحدا من كل سبع صفقات. ومع تباطؤ دخول المنازل الجديدة إلى الأسواق، يضطر المشترون لتقديم أفضل العروض، رغم انخفاض مبيعات المنازل بنسبة 20% عن مستواها في نفس الوقت من العام الماضي.

ويُعتبر سوق العقارات وأسعار المنازل مؤشرًا هامًا للاقتصاد الأميركي. فعندما تكون هناك زيادة في أسعار المنازل، يشير ذلك عادةً إلى ازدهار اقتصادي، حيث يتمتع المستهلكون بقدرة شرائية أعلى، ويتم تشجيع الاستثمار في العقارات. وبالمقابل، فعندما تنخفض أسعار المنازل، فإن ذلك يشير عادةً إلى ركود اقتصادي، وضعف في الطلب على المنازل، وكل الصناعات المرتبطة بها.

وأظهرت بيانات عام 2021، بحسب الرابطة الوطنية لبناة المنازل في الولايات المتحدة، أن قطاع الإسكان يشكل نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يشكل الاستثمار العقاري نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي.

المساهمون