احتجاجات في شرق سورية ضد قرار "الإدارة الذاتية" رفع أسعار الوقود

احتجاجات في شرق سورية ضد قرار "الإدارة الذاتية" رفع أسعار الوقود 

17 سبتمبر 2023
تصاعد أسعار المحروقات (Getty)
+ الخط -

لاقى قرار "الإدارة الذاتية" المسيطرة في شرق سورية، برفع أسعار الوقود بنسب عالية، سخطا واسعا بين الأهالي، وشهدت بعض المناطق اليوم تظاهرات احتجاجية ضد القرار.

وشارك الآلاف في الاحتجاجات على رفع أسعار المحروقات، مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية، وذلك بعد قرار "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سورية أمس رفع أسعار المحروقات بنسبة تصل الى أربعة أضعاف. وتوعد المتظاهرون بتوسيع رقعة التظاهرات لتتشمل كل مدن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، وسط إغلاق للمحلات التجارية.

وقال سيامند عيسى من مدينة معبدة المعروفة محليا بـ"كركي لكي" لـ"العربي الجديد": "خرج الشعب إلى الشارع ليعبر عن رفضه لقرار رفع أسعار المحروقات، لأن هذا القرار يستهدف حياته بشكل مباشر من كل النواحي" مشيرا الى أن المتظاهرين في معبدة أغلقوا المحلات باستثناء العيادات والصيدليات". 

وأضاف: "في الصباح الباكر فتحت المحلات التجارية أبوابها، ولكن عندما نزلنا إلى الشارع اغلقوا المحلات وانضموا إلينا حيث كانت هناك البارحة دعوات على شبكات التواصل للتظاهر وعندما رأى الناس أننا جادون في وقوفنا ضد هذا القرار انضموا إلينا. الناس تطالب بإيقاف هذا القرار لأن له تأثيرا سيئا على حياتهم اليومية ولم يعد بمقدورهم تحمل الوضع الاقتصادي المزري، ويأملون أن يلاقوا آذانا صاغية في الإدارة الذاتية تستجيب لمطالبهم وتوقف هذا القرار".  

وكانت إدارة المـحروقات التـابعة للإدارة الذاتـية رفعت سعر المازوت بشكل غير معلن، لكنها أصدرت بعد ظهر اليوم الاحد قرارا رسميا تضمن رفعا لأسعار المازوت يتراوح بين 250 و440 بالمائة.  

 وذكرت مسؤولة "الرئاسة المشتركة للإدارة العامة للمحروقات في شمال شرق سورية"، عبير محمد خالد، في تصريحات لوسائل إعلام كردية أن ارتفاع سعر مادة المازوت شمل كل المنشآت الصناعية، والسيارات السياحية، والمستشفيات الخاصة والشركات الخاصة، ومؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والعسكرية، بينما لم يطرأ أي تغيير على أسعار المازوت الخدمي (الأفران أو الأمبيرات أو مازوت التدفئة أو المازوت الزراعي).

وفي محاولة لتبرير القرار، قالت خالد: "التقينا بالأهالي وأعضاء المجالس المحلية، كانت مطالبه تركز على توفير وتحسين جودة المازوت، وقالوا إن لا مشكلة لديهم في زيادة الأسعار". ورأت أنه من الصعب التراجع عن قرار الزيادة أو تعديله معتبرة أنه سوف يسهم في الحد من عمليات تهريب المحروقات.

وقال الناشط المدني جان علي من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد": "بالنسبة للاحتجاجات التي قام بها المتظاهرون هنا في مدينة القامشلي وفي بلدة المعبدة (كركي لكي) والاستياء الشعبي الكبير بسبب رفع أسعار المحروقات عدة أضعاف السعر السابق".

وتابع: "أرى هذه الاحتجاجات محقة 100% لأن الأمر متعلق ليس فقط بوسائل النقل بل بجميع المواد بدءا من المأكل والمشرب والبضائع والأسواق الى الطبابة وجميع نواحي الحياة"، معتبرا أن رفع أسعار المحروقات غير مدروس ولا يتوافق مع الأجور التي يتقاضاها الناس في المنطقة، خاصة في ظل الظروف المعيشية المتردية أصلا". ورأى جان علي أن "الإدارة الذاتية لا تفكر إلا بمصالحها الخاصة وأجندتها التي باتت معروفة".

من جانبه، أصدر اليوم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، بيانا قال فيه إنه "مع ما يعانيه المواطنون من غلاء الأسعار، وقلة الخدمات وسوء سبل العيش في سورية عامة، وفي المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية خاصةً، وتدني القيمة الشرائية لليرة السورية، وعدم توفر السيولة، كان الأجدر بالإدارة الذاتية البحث عن الحلول التي تحفظ كرامة المواطنين وتؤمن لهم لقمة عيشهم".

ودعا إلى "وضع حد لظاهرة الهجرة المفرطة التي أفرغت مناطقنا من سكانها، وبدلا من التفكير والعمل على دعم المواد الغذائية والدوائية وغيرها من الخدمات، بادرت الإدارة الذاتية إلى رفع أسعار مادة المازوت أضعافا مضاعفة مما سينعكس سلبا على حياة المواطنين وعلى أسعار جميع السلع الزراعية والصناعية  وعلى النقل والمواصلات". 

وقال إن حزبه يشجب بشدة هذا القرار المجحف ويدعو الجهات المعنية إلى التراجع عنه وإعادة أسعار مادة المازوت إلى ما كانت عليه قبل صدور هذا القرار الجائر.