احتباس المطر يهدد المحاصيل الزراعية في إدلب

احتباس المطر يهدد المحاصيل الزراعية في إدلب

12 مارس 2023
آمال المزارعين معقودة على هطول الأمطار لإنقاذ المحاصيل (Getty)
+ الخط -

بخطوات متثاقلة وظهر منحن، يتجول الحاج أبو سعيد في حقله بسهل الروج، شمال غربي سورية، يتأمل نبات حبة البركة، يقلب وريقاته التي بان عليها العطش نتيجة انقطاع الأمطار مدة طويلة عن الشمال السوري، يحفر الأرض بيده محاولاً فحص الرطوبة، يضغط حبات التراب التي تتفرق فوراً بين أصابعه بعد أن فقدت تماسكها بشح المياه.

يقول الحاج أبو سعيد، لـ"العربي الجديد"، إن الأمطار احتبست أكثر من شهر متواصل عن مناطق الشمال السوري، ما انعكس على نمو النباتات التي بدأت تتأثر نتيجة العطش، وفي حال تأخرت الأمطار أكثر، فلن يصل المزارعون إلى مرحلة الحصاد، ما يعني خسارة تعب العام إضافة للتكاليف المادية التي تكبدوها.

يضيف أبو سعيد: "لا أفكر أبداً بسقاية الحقول من الآبار الارتوازية في حال استمر انقطاع المطر، فتكلفة جر المياه من بئر جار إضافة لكلفة التشغيل مرتفعة جداً، ومن المستحيل أن تتوافق مع الأرباح التي سنجنيها في نهاية الموسم في حال حصدنا المحصول".

في المقابل، اضطر عبد الرحمن العمر لسقاية حقل الكمون الذي يملكه، ويقول لـ"العربي الجديد": "لم يكن أمامي أي خيار آخر، إما سقاية الحقل أو تركه ليموت، لأن نبات الكمون لا يقاوم مثل غيره من المزروعات ويتأثر بانقطاع المياه، لا سيما أن غياب المطر كان بعد مدة صغيرة من زراعة الكمون، الذي يحتاج للري في تلك الفترة حتى تتمكن جذوره من الثبات بشكل جيد في الأرض".

من جانبه، يقول المهندس الزراعي موسى البكر لـ"العربي الجديد": "سيؤثر انقطاع المطر على محاصيل القمح والشعير وحبة البركة والكمون والعصفر والمحاصيل الطبية والعطرية، وفي حال استمر انقطاع المطر إلى نهاية شهر مارس/ آذار الجاري، فسيكون الخطر كبيراً جداً ولن يتمكن المزارعون من حصاد مواسمهم، وبالتالي سينعكس الموضوع بشكل سلبي على الأمن الغذائي في المنطقة".

يضيف البكر: "مراقبة حالة الطقس توحي بتغير المناخ خلال اليومين القادمين، ومن المحتمل أن تتأثر البلاد بمنخفض جوي مصحوب بأمطار تستمر خمسة أيام، وفي حال تأثرت البلاد بهذا المنخفض، فلن يكون هناك أي قلق على المواسم الحقلية، لكن في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فيجب التحرك لسقاية المحاصيل بأية طريقة ممكنة".

المساهمون