اتفاق الحبوب الأوكرانية: كييف مصرة على التصدير وموسكو تطلب ضمانات

اتفاق الحبوب الأوكرانية: كييف مصرة على التصدير وموسكو تطلب ضمانات

31 أكتوبر 2022
رغم قرار روسيا استؤنفت حركة السفن في البحر الأسود بدعم من الأمم المتحدة وتركيا (Getty)
+ الخط -

دخل اتفاق الحبوب المرتبط بالأمن الغذائي العالمي نفق الصراع السياسي من جديد، حيث عقبت واشنطن على تعليق موسكو مشاركتها في الاتفاق، باتهام روسيا بالابتزاز الجماعي، فيما أعلنت كييف أنها ستواصل التصدير من موانئها على البحر الأسود بما يشكل تحدياً لموسكو.

التطورات دفعت بالرئيس فلاديمير بوتين اليوم الاثنين، إلى توضيح أن روسيا لم تنسحب من الاتفاق لكنها تعلق مشاركتها فيه، فيما اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أنه من "غير المقبول" استمرار حركة الملاحة في ممر أمني في البحر الأسود بعد أن علقت مشاركتها في اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة سمح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب، وفقاً لـ"رويترز".

الوزارة أوضحت، في بيان، أن "حركة السفن على امتداد الممر الأمني أمر غير مقبول لأن القيادة الأوكرانية وقيادة القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم ذلك للقيام بعمليات عسكرية ضد الاتحاد الروسي".

وأضافت: "في ظل الظروف الحالية، يتعين ألا تكون هناك أي أسئلة بشأن ضمان أمن أي كيان في الاتجاه المشار إليه حتى يقبل الجانب الأوكراني التزامات إضافية بعدم استخدام هذا الطريق لأغراض عسكرية".

وقالت الوزارة إن روسيا لم تنسحب من الصفقة وإنما علقت العمل بها فحسب، في خطوة أعلنتها موسكو يوم السبت بعد ما قالت إنه هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على أسطولها في البحر الأسود. ولم تذكر الوزارة ما ستفعله روسيا إذا استمرت السفن في الإبحار عبر الطريق.

وقال متحدث باسم الإدارة العسكرية لمنطقة أوديسا صباح الاثنين إن رقماً قياسياً بلغ 354 ألفاً و500 طن من المنتجات الزراعية غادرت الموانئ الأوكرانية بموجب اتفاق الحبوب على الرغم من إعلان روسيا مطلع الأسبوع.

وقال الكرملين في وقت سابق اليوم الاثنين، إنه بدون الالتزامات الأمنية الروسية، فإن صفقة الحبوب "بلا جدوى تقريباً وتتخذ طابعاً مختلفاً أكثر تقلباً وخطورة وتصبح غير مضمونة".

الخارجية الأميركية: "عدم تراجع روسيا عن تعليق مشاركتها في الاتفاق سيكون ضربة للعالم كله"

ومن واشنطن، اعتبرت الخارجية الأميركية أن روسيا تبتز العالم بتعليق مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب الأوكرانية. وقال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، في مؤتمر صحافي، إن "عدم تراجع روسيا عن تعليقها لمشاركتها في اتفاق الحبوب سيكون ضربة للعالم كله"، حسبما أوردت "الأناضول".

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد قال عقب محادثاته مع رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، الإثنين، إن بلاده ستواصل تصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود رغم انسحاب روسيا منه، لأن هذه الشحنات تحقق الاستقرار لأسواق الغذاء العالمية.

زيلينسكي قال في مؤتمر صحافي مشترك مع فيالا "من جانبنا، سنمضي قدماً في مبادرة الحبوب لأننا نتفهم ما نقدمه للعالم. نقدم الاستقرار في قطاع إنتاج الأغذية". كما قال زيلينسكي إنه يعتقد أن روسيا خرجت من الاتفاق، على الرغم من حقيقة أن موسكو قالت إنها "علقت" مشاركتها فحسب.

وأضاف زيلينسكي "هذا يعني أن روسيا هي من انتهكت الاتفاق. فلنأمل أن يكون شركاؤنا قادرين على تهدئة خطاب روسيا".

نفي أممي لضلوع أي سفينة حبوب في هجوم القرم

هذا ونفى رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن احتمال ضلوع سفينة مشاركة في تصدير الحبوب الأوكرانية في هجوم بطائرة مسيرة على روسيا.

غريفيث نفى احتمال ضلوع سفينة مشاركة في تصدير الحبوب في هجوم بطائرة مسيرة على روسيا

وقال غريفيث: "فيما يتعلق بمزاعم تحويل سفن المبادرة لأغراض عسكرية، لم يكن أي منها في الممر ليل 29 أكتوبر/تشرين الأول حين وقوع الهجوم".

وأوضح أن "الممر لا يمثل سوى خطوط على الخريطة: عندما لا تكون سفن المبادرة في المنطقة، لا يتمتع الممر بوضع خاص. وهو لا يوفر أي غطاء أو حماية لعمل عسكري دفاعي أو هجومي"، حسبما نقلت "فرانس برس".

وأعلنت روسيا الأحد أنها عثرت على حطام المسيّرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أنها استخدمت الممر الآمن المخصص لتصدير الحبوب، وطرحت احتمال أن تكون إحدى المسيّرات أطلقت من إحدى السفن المدنية المستأجرة بموجب مبادرة البحر الأسود.

وتكرر الاتهام أمام مجلس الأمن الاثنين، على لسان سفير روسيا التي علقت منذ هذا الهجوم مشاركتها في المبادرة.

ورغم قرار روسيا، استؤنفت حركة السفن الاثنين، في البحر الأسود بدعم من الأمم المتحدة وتركيا، فيما حذّرت موسكو من "خطورة" الاستمرار في تنفيذ الاتفاق من دون مشاركتها.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا الاثنين: "مع الأخذ في عين الاعتبار تحويل مسار الممر الإنساني وحقيقة أن البحر الأسود لا يزال منطقة أعمال قتالية، لا يمكننا السماح بمرور السفن بسلاسة من دون تفتيشها".

وأضاف أنه "سيتعين علينا اتخاذ اجراءاتنا الخاصة لمراقبة ما أجازه مركز التنسيق المشترك دون موافقتنا" مشيراً إلى أن روسيا ستقدم "تفاصيل" بشأن "نهجها في المستقبل القريب".

المساهمون