يمنى سابا.. لحن لجليلة بنت مرّة

20 اغسطس 2019
(يمنى سابا تعزف على العود)
+ الخط -

بدأت الفنانة اللبنانية يُمنى سابا مشوارها سنة 2006، بعد دراستها للعلوم الموسيقية في "الجامعة الأنطونية" حيث ألّفت عدّة مقطوعات، لتُصدر بعد عامّين ألبومها الأول بعنوان "من عفش البيت" بالتعاون مع الموسيقي فادي طبال.

انطلقت الفنانة في تجريب تعتمد فيه على الأغنية التي تقترب من عوالم ذاتية أكثر من تقديمها حالة عامة، ضمن حوار بين الآلات الموسيقية، العود والغيتار منها خاصة، لتكرّس خصوصيتها في العمل الذي يُعبّر عن تداعيات حول حادثة ما أو قصة معينة، وفي 2011، أصدرت ألبومها الثاني "هالبنت عبالها تغني" بالاشتراك مع عدد من الفنانين.

"جليلة: لحن الشاعرة" عنوان مشروعها الجديد الذي تقدّمه عند الثامنة والنصف من مساء بعد غدٍ الخميس في فضاء "أونوماتوبيا - الملتقى الموسيقي" ببيروت، وتقدّم فيه معزوفات على العود وتغني بصوتها عدداً من القصائد التي تنتمي إلى ما يُعرف بـ"العصر الجاهلي".

تستعيد الموسيقية الشاعرة جليلة بنت مرّة التي عاشت في القرن السادس الميلادي، واشتهرت في المرويات التي تتنازل حرب البسوس، كونها شقيقة جسّاس البكري الذي تسبّب بالحرب بعد قتله زوجها كليب بن ربيعة التغلبي، واختلف المؤرّخون حول مدّتها فترواحت الروايات بين عشرين وأربعين عاماً.

ويُنسب إليها ما قالته مخاطبةً شقيقته حين غادرت أهل زوجها بعد رحيله إلى ديار قبيلتها، ومنه: "يا ابنة الأقوام إن شئت فـلا/ تعجلي باللوم حتـى تسألي/ فـإذا أنـت تبيّنـت الذي/ يوجب اللوم فلُومي واعذلي/ إن تكن أخت امرىء ليمت على/ شفق منهـا عليه فافعلي".

ولم توثّق المصادر التاريخية قصائد أخرى لها، بل إن قصيدتها هذه اختلف الرواة في نسبتها. ورغم أنها وردت في كتاب "العمدة" لابن رشيق، إلا أنه لا توجد رواية ثابتة حولها. من جهة أخرى، تناولت القصيدةَ دراساتٌ عديدة، حيث اعتبرها البعض منحولة وآخرون رأوا أنها من أبسط أشعار الرثاء وأشدّها تأثيراً بسبب تصويرها حالة مركّبة من الفقد والشعور بالمأساة.

في هذه الأجواء، تؤلّف سابا مقطوعاتها التي تحاكي التناقضات والاضطرابات التي عاشتها جليلة شقيقة القاتل وزوجة القتيل، وهي تقول: "إنّني قاتلةٌ مقتولةٌ/ فَلعلَّ اللهَ أن يرتاحَ لِي".

المساهمون