يوسف الشاروني.. قبل أن يغادر "مباهج التسعين"

21 يناير 2017
(1924 - 2017)
+ الخط -
تكاد الكتابة القصصية تحجب بقية مشاغل الكاتب المصري، يوسف الشاروني (1924 – 2017)، وهو ما يتجلّى في معظم المقالات التي خصّصت لرحيله منذ يومين، كما يكشف ربّما هامشية الدراسات والكتابات النقدية في الإطار الثقافي العربي التي قلما يجري الاعتراف بها كشكل كتابة إبداعي.

مع المجموعة الكبيرة من الإصدارات السردية التي تركها الشاروني، يَغفل كثيرون على أن بقية كتاباته لا تقلّ عنها على مستويي الكم والكيف، ولها حضور قوي في اهتماماته يكتشفها آخر إصداراته؛ كتابه السِيري "مباهج التسعين".

تتوزّع هذه الكتابات بين مشاغل كثيرة مثل تحقيق النصوص التراثية وترجمة النصوص المسرحية وتقديمها، لكن الإنتاج الأبرز كان بين الدراسات الأدبية والكتابات البيوغرافية.

في 1964، نشر الشاروني كتاباً بعنوان "دراسات في الأدب العربي المعاصر" (1964) استقصى فيه ما في الحياة الأدبية المصرية من توجّهات، ثم كتاب "اللامعقول في الأدب المعاصر" (1969) الذي مثل انفتاحاً مبكّراً على عوالم الأدب العالمي في وقت لا تزال حركة الترجمة في أدنى مستوياتها، أو مقتصرة على الكلاسيكيات أساساً. تميّز العمل أيضاً بجانب تنظيري قلما عرفته الكتابات النقدية العربية.

أعمال أخرى لحقت هذين الإصدارين مثل "الرواية المصرية المعاصرة" (1973) و"القصة القصيرة نظرياً وتطبيقاً" (1977) و"الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" (2000).

في الأعمال السيرية التي تركها تحسّس صاحب رواية "الغرق" حيوات كتّاب عصره معتمداً على علاقته بهم ما يجعل كتاباته شكلاً من أشكال التوثيق المحفوف بمعرفة نظرية متينة، من هذه الأعمال "الروائيون الثلاثة" (1980) (عن نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبدالله) و"أدباء من الشاطئ الآخر" (2002) و"سبعون شمعة في حياة يحيى حقي" (1975). 

دلالات
المساهمون