اعتاد الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو بونتي (1908 – 1961) أن يقول إن الجسد هو "الحدّ الفاصل بين الداخلي والخارجي، وهذا أمر يمكننا التحقّق منه عن طريق المصافحة، أو لمس إحدى اليدين بالأخرى".
قد تكون المصوّرة الفوتوغرافية إيلينا بروثيروس (هيلنسكي، 1972) أبرز من يستخدم مثل هذه الإيماءات والحركات البسيطة في أعمالها الفوتوغرافية لتجاوز الحدود نفسها، أي ذلك الحد الفاصل الموجود بين الداخلي والخارجي. وليس معرضها "وجه مع أحمر شفاه"، الذي يقام في غاليري "كاميرا أوسكورا" بمدريد، ويستمر لغاية التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري إلا دليلاً على ذلك.
تقدّم الفنانة في معرضها مختارات تجمع بعض الصور الأكثر تمثيلاً خلال مسيرتها التصويرية التي بدأتها في التسعينيات وصولاً إلى صور العام 2017، وبالتالي يشكّل المعرض فرصة استثنائية لمراجعة تطوّرها كمصورة وفنانة فيديو.
سيكون الجسد هو الحاضر الدايم في صور المعرض، سواء جسد الفنانة نفسه أو جسد من تصوّره. وقد استطاعت الفنانة خلال مسيرتها أن تحوّل جسدها إلى عنصر أو عامل متعدد الأوجه يتأرجح بين الفنانة والعارضة، بين الشخصية الحقيقية والشخصية الخيالية، بين المرأة المُصوَّرة والهوية الممثّلة، بين المحاكاة والتعبير، والجسد والفكر.
هكذا سيلاحظ الزائر أن صورها ليست إلا نوعاً من التصوير الذاتي الغامض، تحاول الفنانة من خلاله استكشاف جماليات أخرى مثل الصورة الوثائقية أو الأدائية أو السينوغرافية أو المسرحية أيضاً.
يذكر أن إيلينا بروثيروس هي مصوّرة فوتوغرافية فنلندية من مواليد 1972. تعدّ من أبرز المصورين الفوتوغرافيين الأوروبيين، واشتهرت بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو على حدٍّ سواء. تتناول في إعماله تجارب شخصية وعالمية في نفس الوقت. شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية، وعرض في نيويورك، والبندقية ولندن وباريس.