"نجيب محفوظ المُصوَّر".. البداية مع "اللصّ والكلاب"

"نجيب محفوظ المُصوَّر".. البداية مع "اللصّ والكلاب"

19 مايو 2024
"نجيب محفوظ المصوّر" هو المشروع الثاني لـ"ديوان" بعد الانتهاء من الأعمال الكاملة
+ الخط -
اظهر الملخص
- "دار ديوان" المصرية تعلن عن مشروع "نجيب محفوظ المُصوَّر" بالتعاون مع "دار المحروسة" لتحويل أعمال نجيب محفوظ إلى روايات مصورة، بدءًا برواية "اللص والكلاب".
- المشروع يهدف إلى جذب الأجيال الجديدة وتقريب أدب محفوظ من خلال الوسيط البصري، معتمدًا على الرواية الأصلية كمرجع أساسي في نقل الأحداث والشخصيات.
- تحديات مثل النظرة المحدودة للكوميكس كفن للأطفال والفتيان، وقضايا إنتاجية كارتفاع أسعار الورق، تواجه المشروع الذي يسعى لإحداث ثورة في فن الكوميكس العربي وتقديم نجيب محفوظ بطريقة مبتكرة.

عبر صفحتها على فيسبوك أعلنت "دار ديوان" المصرية، مؤخّراً، عن نيّتها إطلاق مشروع جديد بعنوان "نجيب محفوظ المُصوَّر"، بالتعاون مع "دار المحروسة"، حيث ستحوّل أعمال صاحب "نوبل" (1988) إلى روايات مُصوَّرة بطريقة غرافيكية أو ما يُعرَف بـ"الكوميكس". وجاءت البداية مع رواية "اللّص والكلاب" (صدرت الطبعة الأولى منها عام 1961) بسيناريو من إعداد محمد إسماعيل أمين، ورسوم "ميجو" وجمال قبطان.

أجيال جديدة

"نجيب محفوظ كما لم تره من قبل" هي إحدى العبارات التي اختارها القائمون لتظهر على منشورات ترويجية للمشروع، الذي ستصدر عنه روايتان قريباً. ويهدف المشروع، وفقاً لـ"ديوان"، إلى "تحويل أعمال نجيب محفوظ إلى الوسيط البصري المتمثِّل في الروايات المصوَّرة. ومثلما دشّن محفوظ مرحلة جديدة في تاريخ الرواية العربية فإنّ تحوُّل أعماله إلى روايات مُصوَّرة يُدشِّن مرحلة جديدة في تاريخ فنّ الكوميكس العربي".
 
الصورة
نجيب محفوظ المصّور - القسم الثقافي
مرحلة جديدة للكوميكس العربي

وينظر البعض إلى هذه الخطوة على أنها طريقة لجذب شريحة من القُرّاء الشباب من روايات نجيب محفوظ (1911 - 2006)، وبطبيعة الحال فإن هذه الشريحة على تماس مُباشر بوسائل التواصل الحديثة التي تشغل فيها الصورة دوراً مركزيّاً، كما أفادت ليلى الرستم، مديرة النشر في "ديوان"، حيث صرّحت: "هدفُنا تقريب أدب نجيب محفوظ من الناس وبالذات من الأجيال الجديدة لما يشمله من قيم إنسانية عظيمة".

تجاوُز لـ"الفكرة المُخيفة"

بدوره حاول "ميجو" أن يلفت إلى أحد التحدّيات التي واجهته، حيث ما زال "الكوميكس" محصوراً في أذهان الناس بأنه فنٌّ مُوجَّه لفِئات الفِتيان أو الأطفال، موضّحاً "أنّ الفكرة كانت مُخيفة، لكننا ألزمنا أنفسنا بالاعتماد على الرواية فقط كمرجع أساسي في نقل الأحداث والتفاصيل وأبعاد الشخصيات"، وأكّد أنه عَمِل على التخلُّص من تأثير الفيلم المأخوذ عن الرواية (صدرت عام 1962)، معتمداً على الرواية الأصلية فقط. 
 
الصورة
نجيب محفوظ المصور - القسم الثقافي
إحدى صفحات الكتاب التي طرحتها "ديوان" عبر حسابها على فيسبوك

وإلى جانب "ميجو" وجمال قبطان، يحضر فريقٌ من الفنّانين ساهموا في عمليات تقطيع الحوارات والتحبير ورسم "اللوغو"، مثل حسين محمد ومها محمد وعلي جلال، وآخرون كانوا قد شاركوا في إعداد الخريطة المُصوّرة لعالَم نجيب محفوظ الروائي.

كما أشار أحمد القرملاوي، مدير دار "ديوان" إلى: "أنّ الدار رأت في 'اللّصّ والكلاب' الرواية الأنسب بين أعمال محفوظ، فالرواية شديدة الحيوية، بما فيها من تشويق ومطاردات أثناء رحلة البطل سعيد مهران للانتقام من أعدائه، كما تتضمّن تنويعة من الأماكن على المستوى البصري مثل بيت الشيخ وقهوة طرزان وبيت نور وفيلا رؤوف علوان". مع ذلك فإنّ مسألة اللغة المستخدمة وإعادة كتابة السيناريو، فضلاً عن أمور إنتاجية كالتكلفة في ظلّ ارتفاع أسعار الورق، كلّها أسئلة تبقى قائمة.

الصورة
أغلفة ديوان لروايات نجيب محفوظ - القسم الثقافي
بعض روايات محفوظ بطبعة "ديوان"


تذكير بجدل الأغلفة

الجدير بالذكر أنّ مشروع "نجيب محفوظ المُصوَّر" ليس الأول لـ"ديوان" عن صاحب "الحرافيش" (1977)، حيث سبق للدار، الحائزة على حقوق نشر أعمال نجيب محفوظ كاملة حتى عام 2037، أن أثارت الجدل قبل عامين، عندما أطلقت تصاميم ورسومات من توقيع المُصمّم محمد مصطفى (استديو "40 مستقل")، وبرّرت ذلك بأنها "تعكس الهوية البصرية الحداثية"، لكنّها بدت للكثيرين مُختلفة عن تصاميم الفنّانين جمال قطب وحلمي التوني، اللذين ارتبطت بهما صورة أغلفة روايات محفوظ منذ مطلع الستينيات.
 

المساهمون