"نافذة على فلسطين".. من تشيلي إلى غزّة

"نافذة على فلسطين".. من تشيلي إلى غزّة

09 فبراير 2024
من البرنامج
+ الخط -

"أنا دانييل حذوة، مُواطن تشيليّ من أصل فلسطيني، وُلدت مثل الكثيرين من الفلسطينييّن خارج أرضي، بسبب الشتات. تُعدّ الجالية الفلسطينية في تشيلي الأكبر من نوعها في أميركا اللّاتينية، ويُقال إنّ عددها يصل إلى ثلاثمئة ألف، ولكنّنا ملايين من الفلسطينيّين الموزّعين في كافّة بقاع الأرض، بعيداً عن وطننا الأُم، ملتزمون بهويّتنا وبأرضنا وبثقافتنا ونضال شعبنا. أرضنا كانت وستبقى دائما فلسطين".

بهذه المقدّمة، يبدأ المهندس المعماري والسياسي التشيلي من أصل فلسطيني، دانييل حذوة (1967)، برنامجه التلفزيوني "نافذة على فلسطين"، الذي أعلن تلفزيون "هسبان 1"، ذو الانتشار الكبير في تشيلي، وفي أميركا اللاتينية بشكل عام، عن إطلاقه، على خلفيّة حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني منذ الثامن من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي. 

إضاءة على الثقافة الفلسطينية وتأطيرٌ لمفاهيم ومصطلحات القضيّة

البرنامج الذي بدأت عروضه مع بداية العام الحالي، وبُثّت منه أربع حلقات حتى الآن، يهدف إلى توضيح حقيقة ما يجري في غزّة، وسرد تاريخ القضية الفلسطينية، إضافة إلى عرض ملامح الثقافة الفلسطينية وتعريف الجمهور اللاتيني بها، لا سيّما في ظلّ السردية الصهيونية التي تسيطر على وسائل الإعلام في القارّة اللاتينية.

مبدأ كل حلقة واحدٌ، بعد شارة البداية، يطلّ علينا مقدِّم البرنامج أمام جمهور غالبيّته من الجالية الفلسطينية في تشيلي، يلبسون جميعهم الأسود، حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في العدوان الحالي، إضافة إلى الكوفية الفلسطينية. أمام مقدّم البرنامج توجد شاشة تعرض مستجدّات الأحداث وتروي تفاصيل المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة.

يتّصل حذوة، في كلّ حلقة، بخبير أو صحافي عالمي لتحليل الأحداث الراهنة، ويستضيف شخصية ثقافية من تشيلي أو من أصل فلسطيني للحديث عن الثقافة الفلسطينية، وعمّ إذا كانت هذه الشخصية قد زارت فلسطين، وحول انطباعاتها عن الزيارة إذا حدثت؟

تأخذ الثقافة الحصّة الأكبر من البرنامج، حيث يتوقّف حوذة في كل حلقة عند موضوع ثقافي يعرّف بالقضية الفلسطينية، إمّا عبر مناقشة كتاب يتناول تاريخها، أو كتاب يدحض السردية الصهيونية، أو من خلال تعريف القارئ على معالم الثقافة الفلسطينية، وأبرز رموزها من شعراء وكتّاب وفنّانين ورسّامين، كما يتطرّق إلى الإبادة الثقافية الممنهجة التي يمارسها الاحتلال من أجل محو مقوّمات الهوية الفلسطينية، وليس استهداف الشعراء والكتّاب والصحافيّين والمعالم التاريخية والمؤسّسات الثقافية إلّا دليلاً على ذلك.

يتوقّف حذوة مطوّلاً عند مفاهيم ومصطلحات مثل "المقاومة" و"الصمود" لتوضيح معناها، وتأطيرها في سياق القضية الفلسطينية، كما تحضر مواقف البلدان الغربية وازدواجية معاييرها في نقاشات البرنامج، إضافةً إلى المسائل الاجتماعية والتاريخية، في محاولة لتسليط الضوء على فلسطين قبل الاحتلال وبعده.

المساهمون