"منهجيات" 11.. الطالب يقود تعلّمه
لم تعد مسألة موقع الطالب في عملية التعليم بعيدة عن الطروحات التربوية التي تأخذُ على عاتقها تطوير القطاع التعليمي، وتحقيق تشاركية أوسع، في خِضَمِّ ما نعيشه اليوم من فيضٍ في المعلومات، وهي تمسُّ في جانبٍ كبير منها العملية التعليمية. إلا أنّها ليست حِكراً - كما كان الحال سابقاً - على المُعلّمين فحسب، وبهذا يصبح المطلوب التفكير أكثر بطريقة تنظّم تلك التشاركية، وتضعها في مسارها الحيوي.
في هذا الإطار، صدر العدد الحادي عشر من "مجلّة منهجيات" (ربيع 2023)، التي تُعنى بواقع التربية والتعليم في العالم العربي، وتوفّر للعاملين في المشهد التعليمي والتربوي مساحة تفاعلية، تتيح لهم تبادل الخبرات، ومناقشة واقع التعليم ومستقبله في المنطقة العربية، والمساهمة في طرح حلول عِلمية لتجديد الأفكار الراهنة حول التربية والتعليم، والتأسيس لواقع تعليمي جديد في المنطقة.
افتتحتِ المجلّة في عددها الجديد ملفّاً حمل عنوان "الطالب أيضاً، يقود تعلّمه"، وضمّ ستّ مقالات، تقدّم دلال حمودة في الأول "لنمنح سلوى القوّة المحرِّكة!"، مجموعةً من الأفكار لتعزيز القوّة المحرِّكة لدى الطالب، وتبيّن من خلالها كيف يُمكن لنهج معيّن واستراتيجيات محدّدة تخريج مفكّرٍ ماهر ومُوجَّه نحو المستقبل، وقادر على انتقاء المعلومات وتقييمها وتوليفها وتركيبها تركيباً نقدياً لخَلقِ تعلّمٍ جديد خلقاً أخلاقياً يسوده الاحترام.
ضمّ ملفّ العدد ست مقالات إلى جانب أوراق بحثية أُخرى حول تطوّرات العملية التربوية، ومناهج التعليم الجديدة
وتتناول خالدة موسى قطّاش في الثانية ظاهرة "(تكييش) المعرفة أو استلاب القوّة المحرّكة للتعلّم"، وتعني بها إدراك المعرفة بأنها شيءٌ يقاس بقيمة رقميّة أو عملة، والعملة في عالم المدارس هي العلامة. ويوضّح علي عز الدين في ثالث مقالات الملف "وكالة المتعلّم بين المفهوم والممارسة"، مفهومَ وكالة المتعلّم عبر شرحه لأربع ممارسات، هي: "مشاركة الطالب المعلّم التخطيط والتحضير"، و"تعبير الطلاب عن آرائهم"، و"توفير فُرص للطلاب لتطوير مهارات عصرهم"، و"تقديم التغذية الراجعة".
وتُسلّط أمجاد أبو هلال في المقالة الرابعة "نحو تعلّم متمحور حول المتعلّم"، الضوء على الاستراتيجيات والخطوات التي ينبغي على المعلّم اتّخاذها لإحداث التغيير المرجوِّ في العملية التربوية. وتحت عنوان "أهمية التخطيط ودوره في تحقيق المشاركة بين المعلّم والطالب"، تبيّن ريم مفيد الجعبة أهمية التخطيط ومدى ارتباطه بتنظيم العملية التعليمية.
بينما تناول محمد تيسير الزعبي في المقال السادس والأخير "محكّات التفكير: الإجابة المقبولة ليست في ذهن المعلّم وحده"، محكّات التفكير بوصفها أداة مهمّة تُساعد الطلّاب على التعبير عن آرائهم، والتحدّث بحرّية، وإنتاج معرفة جديدة.
وخارج الملف، ضمّ العدد خمس مقالات: "قلْ لي كيف تُدرِّس أقلْ لك من أنت!" لوليد إمبارك، و"مبدأ التحسين المستمرّ (Kaizen) وأهميته في بناء نظام الجودة في المؤسسات التعليمية" لحرز الله لخضر، و"كيف ننظِّم معارض عِلمية ورقمية تفاعليّة" لأمل أبو زايد، و"فاعلية تطبيق منحى (STEM) التعليمي في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلبة" لهنادي الخطيب، و"التعلّم المبني على المكان" لعفّت مواسي حمزة. بالإضافة إلى تقرير نهائي لمخرجات المراجعة والتأمّل الخاص بمجلّة "منهجيات"، ومقال مترجَم بعنوان "تعلُّم الطلّاب عبر ممارستهم التدريس" لجايسون إبرِل.
وفي أبواب المجلّة، ضم باب "مفهوم تربوي" شرحاً لمفهوم التعليم المُستدام. بينما اشتمل باب "تقرير حول التعليم" على تقرير صادر عن "يونسكو" و"يونيسيف" و"البنك الدولي"، في عام 2022، تحت عنوان "فاقد التعلُّم بسبب كوفيد - 19: إعادة بناء التعلّم الجيّد للجميع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وسلط باب "بروفايل" الضوء على مشروع "أكوان للتعلّم التكاملي".
أما باب "كتب تربوية"، فقد ضمّ مراجعة لكتاب "المنظومات التربوية العربية والتحدّي المعرفي مداخل للنقد والاستشراف" قدّمها زكرياء عريف. فيما تضمن باب "اقتباس تربوي" مقطعاً من كتاب "عقلية التساؤل" لمؤلفه تريفور ماكينزي. واختُتم العدد بحوار مع ريما كرامي عكّاري، أستاذة مشاركة في الإدارة التربوية والسياسات والقيادة في قسم التربية في "الجامعة الأميركية" في بيروت.
