مقاطعة "غوته".. فلسطين وعنف الإلغاء

مقاطعة "غوته".. فلسطين وعنف الإلغاء

26 يونيو 2022
متظاهر في لندن يرفع لافتة تحمل اقتباساً من شعر محمد الكرد، 22 أيار/ مايو 2021 (Getty)
+ الخط -

لا تكادُ المؤسّسات الألمانية تخرج عن مسار الابتزاز المُمنهج في تعاطيها مع القضية الفلسطينيّة، وهو السلوك الذي تتمثّله السياسات العامّة في هذا البلد، حيث تكفي مقولات مثل "عداء الساميّة" للتخلّص من أيّ "شُبهة" تدور حول أي شخص أو مجموعة لديها موقف مبدئي من سياسات "إسرائيل" الاستعمارية وسيل جرائمها الذي لا يتوقف من الاستيطان مروراً بقتل الأطفال والصحافيين ومسؤوليتها عن الشقاء التاريخي واللجوء الذي يتعرّض له قرابة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في العالم اليوم. وبهذا تكون عُدّة التطهير والنبذ جاهزة في ملاحقة وكتم أصوات كل من يُندّد بالكيان الاستعماري القائم على احتلال أرض فلسطين وتدمير مقوّمات شعبها ومحاولة محو هويتها. 

ولم ينتهِ بعدُ الإعلام الألماني من فضيحة فصل خمسة صحفيين يعملون في القناة الألمانية الرسمية (DW) بسبب تغريدات اعتُبِرت داعمة لفلسطين، حتّى عاد اليوم ليؤكّد أنّ تلك السياسات مُمنهجة وليست ظواهر معزولة. وهذه المرّة من خلال مؤسسة ثقافية توصَف بـ"العريقة"، حيثُ أعلن "معهد غوته"، وهو أحد الكيانات الثقافية التي تمتدّ شبكة أنشطتها داخل وخارج ألمانيا، يوم الأربعاء الماضي عن تقليص فعاليات مؤتمر "أبعد من الجاني الوحيد: حول ديناميكيات اليمين العالمي" المقرّر عقدُه في مدينة هامبورغ الألمانية من 23 إلى 26 الشهر الجاري. 

وجاء هذا نتيجة انسحابات المشاركين بعد أن قرّر منظّمو المؤتمر إلغاء الدعوة الموجّهة إلى الناشط الفلسطيني الشاب محمد الكُرد (1998)، حيثُ اعتبَر المعهد في تغريدة له على موقع تويتر أنّ الكُرد: "ليس متحدّثاً مُناسباً في المؤتمر". وهذا ما أكّده "مسرح كامبناغِل"، وهو أحد أكبر مؤسّسات الإنتاج المسرحي، في بيان على موقعه الإلكتروني أنّ المؤتمر "لن يُعقد على النحو الذي كان مُخطّطاً له".

وردّاً على إلغاء الدعوة لمحمد الكُرد توالَت انسحابات المُشاركين في المؤتمر، ومنهم مُسيِّرا الجلسة؛ الفنّانة الأفغانية مشتري هلال والباحث الهندي سينثوغان فاراثَراجا اللذين أعلنا أنّ قرارات المعهد عُنصرية و"تفرض مناخاً من الرقابة المناهِضة للفلسطينيّين".

كما انسحبَ من المؤتمر، وفقاً "للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" كلٌّ من: الكاتب الباكستاني البريطاني محمد حنيف، والفنّان زهير جزماتي والكاتبة الألمانية إيستر ديشيريت، والمعمارية ديمتريا أندريتسو، والكاتبة الأميركية أيجيوما آلوو، بالإضافة إلى فنّانين وكُتّاب من دول مختلفة كان من المقرّر مشاركتهم، أعلنوا انسحابهم احتجاجاً على قرار المعهد. 

المساهمون