مروان نصار.. كلّ يوم غرينيكا جديدة في غزّة

22 مايو 2024
عمل لـ مروان نصار
+ الخط -
اظهر الملخص
- في ذكرى النكبة، الفنان الغزي مروان نصار ينشر رسومات تعبّر عن النزوح والحياة تحت الخيمة، مواصلاً توثيق معاناة الفلسطينيين وترحالهم القسري في غزة، حيث نزح نحو 450 ألف شخص من رفح.
- نصار يستلهم من "الغرنيكا" لبيكاسو، مقارناً القتل والصدمات في غزة باللوحة الشهيرة، متسائلاً عن إمكانية أن يؤدي الإسراف بالقتل إلى صحوة ضمير عالمية تدعم القضية الفلسطينية.
- من خلال تقنية الحبر على رصاص والأكريليك، يرسم نصار مشاهد النزوح والحياة في غزة، متنوعاً بين التجريد والتشخيص في أعماله التي تعكس الألم والأمل، وتحمل رسائل قوية عن الصمود والتحدي في وجه الظلم.

في ذكرى النكبة التي مرّت الأسبوع الماضي، نشر الفنان الغزّي مروان نصار (1984) على صفحته في فيسبوك تخطيطاً لامرأتين تحملان طفليهما بينما يسير طفللان آخران وهما يحملان ما تيسر حمله، ووراءهم خيمة تركوها متأهبين لنزوح جديد، وكتب بجوار الرسم: لقد ورثنا الترحال ولازمتنا الخيمة.

يواظب مروان نصار نشر رسوماته في الوقت الذي تبثّ وسائل الإعلام مشاهد نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزّة، حيث أعلنت "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا)، الثلاثاء الماضي، أن نحو 450 ألف شخص نزحوا قسراً من رفح في جنوب قطاع غزّة، إلى مناطق غير آمنة.

وفي اليوم نفسه، استعاد الفنان منشوراً نشره قبل ثلاث سنوات في ذكرى النكبة أيضاً بعنوان "غرينكا بيكاسو وغرينكا غزّة"، يقول فيه: "عندما رسم بيكاسو 'الغرنيكا' رسمها في وقت كان القتل يولّد صدمات قاسية على المحيط الإنساني، فشكّلت هذه اللوحة محاور ومنعطفات جديدة انطلقت من خلالها الأفكار التحررية لتعبّر عن الإنسانية عامة وأصبحت تمثل رمزاً للظلم ومناداة للتحرر من قيود الهيمنة الفكرية والسياسية، فنقول إن غزّة ما زالت تعيش كل يوم 'غرينكا' جديدة وتعبيراً جديداً يوازي فلسفة عمل بيكاسو، فهل سيشكّل هذا الإسراف بالقتل صدمات للعالم وصحوة ضمير إنسانية تناصر قصايانا العادلة ذات المطلب الشرعي في التحرر والاستقلال؟".

الصورة
عمل لـ مروان نصار
عمل لـ مروان نصار

نصار الذي درس الفنون الجميلة في "جامعة الأقصى"، يرسم بتقنية الحبر على رصاص مجموعة من الاسكتشات حول النزوح؛ الكابوس الذي يعيشه الغزيّون منذء بدء العدوان الإسرئيلي منذ أكثر من سبعة أشهر، وتجدّد مع انطلاق عملية رفح بداية الشهر الجاري، حيث يرسم في واحدٍ منها جموعاً تسير وبعضها يركب عربة تجرّها الخيول هرباً من القصف، وفي اسكتش آخر عائلة تفرّ من المكان في لحظة دخول دبابات العدوّ مدينة رفح.

الصورة
عمل لـ مروان نصار
عمل لـ مروان نصار

يذهب الفنان، الذي شارك في معارض جماعية وفردية في فلسطين وخارجها، إلى التجريد في لوحات اشتغلها العام الماضي، يستخدم فيها الأكريليك وهو يرسم منظراً طبيعياً من غزّة تبدو الألوان فيه كأمواج متلاطمة، وكتَب إلى جوارها "لا تخلو عيناكِ من الغضب!". وفي لوحة ثانية، يظهر الأحمر في أعلى اللوحة ممتزجاً مع الأسود والأخضر والأصفر والأبيض في طبقات أسفله.

تتنوّع أعمال الأكريليك التي تنزع نحو التشخيص، حيث بوروتريه لفلسطيني تعابير وجهه محمّلة بالألوان، لكن الابتسامة لا تفارقه، ولوحات أخرى فيها مزارع في الحقل، وشخص آخر يقرأ جريدة، ودبابة تعلو كومة من ألعاب الأطفال.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون