عبد العظيم السلطاني.. النقد العربي بين الحربين العالميتيْن

03 اغسطس 2022
(مقطع من عمل للفنان الجزائري يزيد خلوفي)
+ الخط -

ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى تيارات أدبية جديدة استندت إلى نظريات السوريالية والوجودية والمادية التاريخية وغيرها مما ساهم في خلق مجالات جديدة أمام النقّاد في الغرب، وانعكس ذلك عربياً حيث شكّلت تلك المرحلة بداية حقيقية لطرح أسئلة جوهرية حول النقد رغم وجود عوائق عديدة تتصل بإشكالية علاقة الحداثة بالتراث.

صدر حديثاً عن "دار الشؤون الثقافية العامة" في بغداد كتاب "نقد التأليف الأدبي عند العرب بين الحربين العالميتين" لأستاذ النقد الحديث والباحث العراقي عبد العظيم رهيف السلطاني، الذي يضيء واقع المدونة النقدية العربية في النصف الأول من القرن العشرين التي اهتمّت ببحث كتب أدبية ودراسات نقدية وليس نصوصاً إبداعية.

ويشير المؤلّف إلى أنه اتبع في منهجه دراسة ما كتبه النقّاد في تلك المؤلّفات، مبيناً الكيفية التي كان عليها النقد آنذاك، وموضوعية ما يطلبه الناقد من المؤلّف، والكشف عن الجوانب الإيجابية الصالحة للبقاء والامتداد في ما يجب أن يكون عليه منهج الكاتب ومنهج المكتوب عنه، سواء في النقد التنظيري للنقاد (منطلقاتهم النظرية) أو نتاجهم التطبيقي في نقدهم للكتب، بالإضافة إلى الجوانب السلبية في أمثلتها وأسبابها وخروجها عن منهج البحث والنقد السليم.

غلاف الكتاب

ويتطرّق السلطاني إلى التعريف بنشأة الصحافة العربية وما لعبته من دور رئيس في خلق وتنشئة نقد التأليف الحديث عند العرب، من خلال استعراض عدد من المجلات التي تعكس صورة شاملة عن ذلك الدور، قبل أن يخوض في الفصل الأول في المنطلقات النظرية للنقاد من خلال دراسة ماهية النقد وشروطه وأهميته، ومعاييره الأخلاقية، وتوجيه التأليف.

ويناقش في الفصل الثاني مناهج النقاد لدى كلّ من مصطفى جواد، وطه حسين، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومحمود الخفيف، ومحمود محمد شاكر، كما يتتبع بعض الكتب النقدية مثل "الشهاب الراصد" لمحمد لطفي جمعة، و"نقد كتاب في الشعر الجاهلي" لمحمد الخضر حسين، و"الشعر الجاهلي والردّ عليه" لمحمد حسين، و"تحت راية القرآن" لمصطفى صادق الرافعي، و"النقد التحليلي في الأدب الجاهلي" لمحمد أحمد الغمراوي.

ويقدّم الفصل الثالث تصويبات المؤلّف في مجال الصرف والتركيب والدلالة وغيرها من الأخطاء التي وقع فيها النقّاد، ويتناول الفصل الرابع نقد المنهج من خلال التركيز على طبيعة التعامل مع المصادر وعلاقة الأدلة بالاستنتاجات، فيما يعالج الفصل الخامس نقد الأفكار ذات الصلة بالشعر وبيئته والشعر والشاعر ولغة الشعر والتذوق الأدبي. 
 

المساهمون