شاكر لعيبي.. الفن الإسلامي من المعجم إلى المعرفة

شاكر لعيبي.. الفن الإسلامي من المعجم إلى المعرفة

05 اغسطس 2021
(معبد اللات في موقع الحضر الأثري بالعراق، Getty)
+ الخط -

يضيء الباحث  والشاعر العراقي شاكر لعيبي (1955)، في عدد من مؤلّفاته، مناطق مهمّشة في نشأة الفن الإسلامي وتطوّره، والتأثيرات التي أوجدها التفاعل مع الحضارات السابقة، ومنها "العمارة الذكورية: فن البناء والمعايير الاجتماعية والأخلاقية في العالم العربي"، و"الفن الإسلامي - سوسيولوجيا الفنان الغُفْل".

"تاريخ الفنّ حسب لسان العرب"، عنوان كتابه الذي صدر حديثاً عن "دار خطوط وظلال" في عمّان، وهو يضمّ سلسلة مقالات نشرها المؤلّف منذ عام 2013، قبل أن يتوسّع في موضوع بحثه من خلال العودة إلى مصنّفات الرحّالة الذين تناولوا جانباً من الفنون عند العرب، والعديد من الكتب التراثية.

يبيّن الكتاب أن أكثر الأمور التشكيلية التي أشارت إليها النصوص الأدبية هي التماثيل

يشير لعيبي في تقديمه إلى أن أنه يقصد من عنوان العمل معجم ابن منظور الشهير وعموم الكلام العربي، فالأول هو أوفى رصد لمفردات اللغة العربية، وأحياناً فصولها وأصولها واشتقاقاتها وانحرافات استخدامها، وكلّ ذلك قد يضيء عرضاً ممارسة فنية أو ظواهر الفن وأحياناً تاريخه في نطاق الجغرافيا والثقافة العربيتين، لكن اللسان العربي هو أيضاً حديث المؤلّفين الآخرين غير ابن منظور عن المادة نفسها، موضحاً أن الأمر هنا يتعدّى المعجم إلى المعرفة في شأن مخصوص هو الفن.

ويرى أن "التأمل بمعطيات اللسان المكتوبة، قد يقود إلى استنتاجات مهمة، وبعضها على النقيض من الأفكار الجاهزة السائدة، إذ عندنا يقول الطبري إن اللات هي من [مفردة] الله، ألحقت فيها التاء...، فإننا نجلو شيئاً أساسياً يتعلّق باعتبارات عرب ما قبل الإسلام، ومثلهم مثل جميع الشعوب الوثنية، عن ألوهية التماثيل التي كانت أمامهم، وعلى رأسها تمثال اللات، التي قدّمنا العديد من نماذجها النحتية".

الصورة
غلاف الكتاب

ويبيّن لعيبي أن أكثر الأمور التشكيلية التي جرت الإشارة إليها في النصوص الأدبية، لسان العرب، هي التماثيل، لافتاً إلى ضرورة تنحية الدلالة السلبية عن كلمة صنم واستعادتها إلى وضعية استخدامها الأصلية في اللغات السامية بمعنى العمل ثلاثي الأبعاد، أو استبدالها فوراً بمصطلح تمثال، مع الانتباه إلى أن الكلام عن تماثيل المنطقة ما قبل الإسلام في المراجع العربية، يفتقر إلى الدقة وتنقصه المنهجية، ليصير أحياناً خليطاً من الحقائق والأوهام، وبه تتداخل أسماء التماثيل والمجموعات البشرية التي كانت تبجّلها أو تتعبد لها.

ثمة اتصال وثيق للجغرافيا الثقافية العربية بالجغرافيات المجاورة، بحسب المؤلّف، الذي يوضح أنه "ليس عبثاً أن تظهر الربّات اليونانيات الشهيرات بلباس أو أسماء الربّة اللات، وبالعكس بكلّ وضوح، وهذا أمر يغيّر حتى من طبيعة تحليلنا للفن في هذه المنطقة، فالتأثير لا يأتي من اتجاه واحد، كما يقول لنا حالياً تاريخ الفن المعروف، بل هو متبادل".
 

كتب
التحديثات الحية

المساهمون