الهادي التركي.. مغامرة التجريد في فيلم وثائقي

الهادي التركي.. مغامرة التجريد في فيلم وثائقي

05 ابريل 2023
الهادي التركي
+ الخط -

بعد رحيله عام 2019، أُقيم أكثر من معرض استعادي وتكريم للفنان التشكيلي التونسي الهادي التركي، أحد رموز "مدرسة تونس للرسم" التي تأسّست في الأربعينيات، وضمّت يحيى التركي وعبد العزيز القرجي وعمار فرحات وبيار بوشارل وإبراهيم الضحّاك ونجيب بلخوجة وآخرين.

سعى أعضاء المدرسة إلى توظيف رموز التراث وعناصره في رؤية فنّية حداثية، بعدما هيمنت مفردات الفولكلور والمشاهد الطبيعية على المشهد التشكيلي في البلاد لعقود عديدة، واشتغلوا جميعهم في رسوماتهم وجدارياتهم ومنحوتاتهم ومنسوجاتهم على الواقع التونسي ومشاهداته اليومية.

يُعرض عند التاسعة والنصف من مساء غدٍ الخميس، في "قاعة عمر الخليفي" بمدينة الثقافة بتونس العاصمة، الفيلم الوثائقي "الرجل التجريدي: المغامرة التصويرية للهادي تركي" للمخرج رامي الجربوعي، ضمن برنامج ينظّمه "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر" بالتعاون مع "مسرح الأوبرا".

يضيء الفيلم تاريخ الفن التشكيلي في تونس من خلال التجربة البصرية للفنان الراحل، اعتماداً على شهادات عدد من أفراد عائلته وأصدقائه، ومنهم السيناريست والرسام علي اللواتي، والمخرج النوري بوزيد، والفنان والناقد ناصر بالشيخ، الذي جمعته نقاشات وسجالات مع التركي عبر الصحافة التونسية خلال الثمانينيات، وغيرهم من الضيوف الذين تناولوا جوانب من سيرته الشخصية، واستعرضوا اشتغاله على أنماط فنية متنوّعة مع الحفاظ على التواصل بين الأصالة والحداثة.

الصورة
ملصق الفيلم
ملصق الفيلم

واستغرق العملُ على البحث الأكاديمي التاريخي في الفيلم، وتوظيف تقنيات بصرية متعدّدة، حوالي ثلاثة أعوام، من أجل تقريب عالم الفن التشكيلي من المتلقّي، منذ مولد الهادي التركي في تونس العاصمة عام 1922 ودراسته في "أكاديمية روما للفنون الجميلة"، ومن ثم ممارسته التدريس لعقود عديدة.

يستعرض المخرج محطّة أساسية في حياة الفنان تمثّلت برحلته إلى الولايات المتحدة سنة 1959، حيث قادته إلى تبنّي التعبيرية التجريدية بعد عودته إلى تونس، وهنا بدأ بعرض رسوماته الجديدة التي واجهت انتقادات واسعة من قِبل فنانين كان لديهم وجهات نظر محافظة حول الفن، لكن ذلك لم يثن التركي عن عمله وغزارة إنتاجه، حيث ترك مئات اللوحات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

الفيلم ــ الذي أنتجه حفيده الفنان حيدر التركي، وابناه سمير وسميرة التركي ــ يتتبّع مرحلة مهمّة من تاريخ التشكيل في تونس بعد الاستقلال، حيث برزت تيّارات عديدة ساهمت في تجديد الفنّ ولعبت دوراً في تأسيس الأطر والمؤسّسات الفنية آنذاك.

المساهمون