"المسلمون في الغرب ومجابهة الإسلاموفوبيا".. فحص خطابات الكراهية

"المسلمون في الغرب ومجابهة الإسلاموفوبيا".. فحص خطابات الكراهية

07 ابريل 2023
(من المنتدى)
+ الخط -

في رمضان الماضي، انطلقت الدورةُ الأُولى من "منتدى الفكر الثقافي الإسلامي" في "قصر الثقافة مفدي زكريا" بالجزائر العاصمة، وهو سلسلة لقاءات تُقيمها وزارةُ الثقافة مرّةً في الأسبوع (كلّ ثلاثاء) طيلة شهر الصيام، ويتناول المشاركون فيها موضوعات مختلفة على صلة بقضايا الفكر الإسلامي.

عاد الملتقى في دورته الثانية هذا العام؛ حيث أُقيمت الندوة الأُولى في الثامن والعشرين من آذار/ مارس الماضي، بعنوان "القيم الدينية والسلام العالمي في ظلّ التغيُّرات الدولية الجديدة"، وقد تحدّث فيها كلٌّ من: بدر الدين زواقة عن "المصالحة القائمة على أساس الإيمان والقيم"؛ وقدَّم مصطفى راجعي ورقةً بعنوان "التراث الصوفي الجزائري دعامة أساسية للسلام بين الثقافات والأمم"؛ ومحمد خوجة ورقة حول "دور قيَم السِّلم والتعاون العالمي في مواجهة تهديدات تغيُّر المناخ".

يوم الثلاثاء الماضي، أُقيمت ثانية ندوات الملتقى بعنوان "المسلمون في الغرب ومجابهة الإسلاموفوبيا"، بمشاركة كلّ من مولود عويمر؛ الأستاذ الجامعي ورئيس تحرير مجلّة "التبيان" التابعة لـ "جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين"، وسعدي بزيان؛ الكاتب والصحافي السابق في جريدة "الشعب"، وبومدين بوزيد؛ الباحث في الفكر الإسلامي؛ حيث اعتبر المتحدّثون أنّ النُّخَب السياسية والثقافية الأوروبية أسهمت، بشكل كبير، في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا التي باتت تُحدّد وتوجّه السياسات في أوروبا.

"كيف تطوّرت ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم الغربي وإلى أين تسير؟" كان عنوان مداخَلة مولود عويمر، والتي أشار فيها إلى أنّ الغرب يتعامل مع العالم الإسلامي باستعلاء، مضيفاً أنّ الحوار معه يبقى ضرورة ثقافية وإستراتيجية على الرغم من ذلك.

أسهمت النخب في انتشار الظاهرة في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية

يصف عويمر الإسلاموفوبيا بالمرض الذي قال إنّ كثيراً من الباحثين والمفكّرين حذّروا من تداعياته السلبية على البلدان الأوروبية نفسها، مضيفاً أنّ الظاهرة باتت ورقة سياسية يجري استغلالُها خلال المواعيد الانتخابية، وفي كثير من الأحيان من قبل أشخاص غير مطلّعين على الإسلام والمجتمعات الإسلامية، مُشيراً هنا إلى أنّ النُّخَب الفرنسية أسهمت في انتشار الظاهرة في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية في فرنسا.

وحملت مداخلة سعدي بزيان "الإسلاموفوبيا كما عشتُها في المهجر"، وفيها توقّف عند تجربته الشخصية في فرنسا التي عاش فيها قرابة أربعين عاماً، مُعتبراً أنّ فرنسا حاولت أن تُخضع الديانة الإسلامية للقيَم العلمانية، وأنّ "التهجُّم" على الإسلام لم يمنع من بقائه وانتشاره في البلاد التي باتت تضمّ اليوم قرابة ألف مسجد وألف جمعية إسلامية.

أمّا بوزيد بومدين، فقال في مداخلته التي حملت عنوان "الإسلاموفوبيا وأزمة حرية الرأي في الغرب"، أنّ "التطاوُل" في الغرب على الدين الإسلامي وقيمه يجري عبر "حرّية التعبير"، وهو أمرٌ عزّزه، كما أضاف، صعود اليمين المتطرّف في عدّة بلدان أوروبية. وبالنسبة إلى بومدين، فإنّ التيارات الإسلامية تتحمّل جزءاً من المسؤولية عن انتشار خطابات الكراهية في الغرب ضدّ المسلمين؛ لأنّها أعطت السياسة مكانةً مركزية في عملها، بدل القيم والثقافة.

المساهمون