المدينة حول المتوسط: أحد عشر فناناً
بجمع "البيت العربي" في مدريد أعمالاً مختارة لأحد عشر فناناً يمثّلون بلداناً وثقافات مختلفة حول البحر الأبيض المتوسط في معرض افتتح في الرابع والعشرين من الشهر الماضي في فرع المؤسسة بمدينة قرطبة الأندلسية، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من أيار/ مايو المقبل.
الأعمال المختارة أنشأها الفنانون خلال برامج الإقامة الفنية التي شاركو بها في "مساحة جوار" بمدينة برشلونة، وكانت ثيمتها الأساسية الحيّ والمدينة والمنطقة في المتوسط، بالاتكاء على أفكار أستاذة الفسلفة الإسبانية مارينا غارسيس حول المدينة باعتبارها مركزاً يلتقي فيها الآتون من الريف والقادمون من خارج الحدود إليها، وهي تقدّم هذه التنظيرات في سياق الدفاع عن حقوق اللاجئين في إسبانيا وأوروبا.
وجرت استعارة مفردة "جوار" عنواناً لبرامج الإقامة من اللغة العربية بما تدلّه على "القرب"، بحسب المنظّمين، في محاولة للتفكير بالمدينة من منظور آخر يرتبط بالتحول وإمكانيات بناء علاقات جديدة فيها، وهو ما يمكن أن ينعكس على مستوى استخدام التقنيات والوسائط أيضاً.
يشارك في المعرض الفنان السوداني المقيم في مصر أمادو الفادني الذي يهتمّ بتصوير تاريخ العبودية في بلاده، حيث كان الجنود السودانيون يُجلبون عبر البحر ليقاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي، إلى جانب اهتمامه بقضايا العنصرية، والاسترقاق، مروراً بالتاريخ المسكوت عنه للمجازر التي ارتكبها الأوربيون في حق الأفارقة في حقبة الاستعمار.
كما تحضر الفنانة اللبنانية فاطمة مرتضى التي تركّز في لوحاتها، التي تمزج عادة بين الحياكة والرسم، على العودة إلى الطبيعة، وهي ترسم في تجاربها الأخيرة أجساداً إنسانية تمتلك رؤوساً حيوانية، مستلهمة أساطير من الميثولوجيا المصرية واليونانية وحضارات سكّان الأميركيتين الأصليين.
ويضمّ المعرض أعمالاً فوتوغرافية للفنانة التركيبة إليف غليم التي تهتمّ بالتطور الحضري لمدينتها إسطنبول، وهي تلتقط غالباً صورها بالأبيض والأسود وتعرض أيضاً مقابلات مع عدد من سكّان الأحياء القديمة في المدينة، للحديث عن التغيرات التي حلّت بالمكان.
يضم المعرض أيضاً أعمالاً لكّل من الفنانين مهدي حرز الله وياسين غيدي وفرح بن منصور من تونس، وصادق حضاري من المغرب، وهيا زعاترة من فلسطين، وآلاء ساتر من السودان، وعزة أبو ربيع من سورية، ورو كامينال من إسبانيا.
