أحمد عبد الجواد.. سيرة المائدة وأحاديثها

أحمد عبد الجواد.. سيرة المائدة وأحاديثها

28 مارس 2022
من المعرض
+ الخط -

اعتمد الفنان التشكيلي المصري أحمد حمدي عبد الجواد، خلال المعارض الجماعية والفردية التي شارك فيها، على التكثيف اللوني الذي شكّل عنصراً أساسياً في بناء عمله الذي اهتمّ بتصوير الطبيعة الصامتة أو مشاهد من الحياة اليومية، مركّزاً على علاقات الكتل اللونية وتوزيع الظلّ والنور في سعي لإبراز البُعد الدرامي.

"المائدة" عنوان معرض عبد الجواد الذي افتُتح في "غاليري المشربية" بالقاهرة في الثاني عشر من الشهر الجاري ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً تعكس تجربة مختلفة اشتغل عليها الفنان في الفترة التي سبقت رحيله العام الماضي (1959 ــ 2021)، وترتبط بتاريخ الطعام وأطباقه وطقوسه عبر التاريخ.

في بعض اللوحات المعروضة، تحضر القطط التي استأنسها الإنسان المصري منذ آلاف السنين، ولا تزال الرسوم المحفوظة في المقابر تصوّرها بالقرب من موائد الناس، وهي الفكرة التي يعيد الفنان الاشتغال عليها حيث يجالس القط صاحبه متناولاً معه طعامه ويتبادلان الأحاديث.

الصورة
من المعرض
من المعرض

في عمل ثانٍ، تظهر المائدة في تشكيلات هندسية زخرفية حيث توضع ثلاثة أطباق بألوان زرقاء وخضراء وحمراء خلف قضبان إحدى النوافذ، ووراءها بساط نُسج بمربعات صغيرة معلّق فوق جدار أصفر، مع تركيز على الظلال والنور فوق تلك الأطباق.

تحضر السمكة أيضاً في لوحات أخرى، وهي تحيل إلى تلك التمائم التي كانت تستخدم في الحضارة المصرية القديمة حيث تتعهد الأسماك بحماية الأحياء، وحتى الموتى وما يواجهونه من مصاعب في العالم الآخر، وهي ملوّنة بألوان حمراء وصفراء وبنسفجية في تأكيد على حضورها الأيقوني في المشهد.

يصبح الطبق والمائدة وأدواتها مجرّد حيلة لإبراز علاقات تشكيلية بين مفردات تحضر في اللوحة مغايرة لتشخيصها الحقيقي في الواقع، في اهتمام بالتفاصيل أكثر من المشهد الكلّي وفي التلوين بالزيت وتراكم طبقاته على سطح اللوحة.
 

المساهمون