"القدس في الشعر العربي الحديث": ستّ مداخلات

"القدس في الشعر العربي الحديث": ستّ مداخلات

11 ديسمبر 2023
رفيق اللحام/ الأردن
+ الخط -

يعقد "مجمع اللغة العربية الأردني" عند العاشرة من صباح غدٍ الثلاثاء، موسمه الحادي والأربعين تحت عنوان: "القدس في الشعر العربي الحديث"، ويتضمّن ستّ مداخلات لعدد من الأكاديميين والباحثين تناقش محاور عدّة منها: ، قدسية المكان ورمزيته، وصور الأقصى في القصيدة العربية.

ويقول أستاذ النقد العربي زياد الزعبي في ورقته "القدس في الشعر المعاصر، تأملات في عبقرية المكان أم في سرة الكون" إن "ثمة خمس مراحل في تاريخ القدس وارتباطه بالنصوص الشعرية، سواء وجدت أو لم توجد، وهي: فتح القدس سلماً، وتسلم عمر بن الخطاب مفاتيحها، والفترة التي ظلت فيها المدينة المقدسة تحت الحكم الإسلامي، وتمتد من فتحها وحتى  عام 492هـ عام سقوطها بيد الصليبيين، والفترة التي استولى عليها الصليبيون من عام 492 وحتى تحريرها بعد معركة حطين عام 587هـ، والفترة بعد معركة حطين وتحرير القدس من الحكم الصليبي، ووقوعها تحت حكم الصهاينة على مرحلتين 1948 و1967.

ويضيف "من الأمور اللافتة أن الباحث لا يجد نصوصاً شعرية تتحدث أو تشير إلى الفتح الأول للقدس، بل إن المرء لا يعثر على نص شعري يتعلق بالقدس في صدر الإسلام وحتى نهايات القرن الخامس الهجري تقريباً، أي حتى سيطرة الصليبيين على القدس عام 492 هـ".

تناقش أوراق الموسم قدسية المكان ورمزيته وصورة الأقصى في القصيدة العربية المعاصرة

وينبّه الزعبي إلى أن سيطرة الصهاينة على المدينة المقدسة عام 1967، كانت إيذاناً بمرحلة جديدة في تاريخ المدينة، مرحلة تستند إلى رؤى دينية توراتية ذات أبعاد أسطورية شكلت عنصراً حاسماً في العقلية اليهودية، وعملت منظومة تعليمية ثقافية على تجذيرها في الوعي الجمعي لليهود، وهذه صورة مماثلة لتلك التي كانت وراء انبعاث الحروب الصليبية في الفكر الديني المتعصب، والإجراءات التي عملت على إحلال بشر قادمين من الغرب في أرض لا يعرفونها، هذا ما وقع مع الصليبيين وهذا واقع اليهود اليوم.

كما يلفت إلى أن السيطرة اليهودية على القدس فجّرت موجة ضخمة من ردة الفعل اللغوية التي مثل الشعر جزءاً منها، وهذا ما يتجلى في سلسلة لا تنقطع من النصوص التي تتحدث عن القدس أو تتغنى بها، أو تصف حالها، أو تعيب التقاعس عن تحريرها، أو تحض دينياً ووطنياً على وجوب استردادها من غاصبيها. وهذا ما نجده في العدد الضخم من الدواوين الشعرية، وفي آلاف القصائد التي تظهر في كل أوعية النشر المختلفة.

في مداخلته "مريد البرغوثيّ والتّعب المقدسيّ: دراسة في الاستعارة المتعَبة"، يشير أستاذ النقد واللسانيات البلاغية نارت قاخون إلى كثافة الاستعارة في قصائد الشاعر الفلسطيني (1944-2021) التي تساهم في الكشف عن غنى شعريته، وتحدّيات أبنيته الاستعاريّة، وصروحه التّخييليّة، التي لا تروم خلق عالم موهوم يكون بديلاً عن الواقع المأزوم، بل تخلق عالماً مأمولاً، يتّصل اتصالاً وثيقاً بالواقع في محتملاته وحامله ومحموله.

صورة القدس في الوعي الجمعي اليهودي مماثلة لتلك التي كانت وراء انبعاث الحروب الصليبية

ويرى أن "القدس" تظهر في استعارات إدراكيّة تعبّر عن تعب وإعياء يتجلّى في بناء الاستعارات، وفضاءات مِنوالها الاستعاريّ، وأنّ هذا التّعب في الاستعارة يفتح آفاقاً جديدة في تأويل الاستعارة، وإدراك مآلاتها في بنية النصّ نفسه، كما في قصيدة "باب العامود" للبرغوثي.

ويخلص إلى أنه لم تكن تطريزيّة الاستعارة عند مريد إلا دالاً من دلالات المُدرَك الشّعريّ عنده، حاملة للتّعب المقدسيّ والفلسطينيّ، فجاء البحث محاولاً الكشف عن هذه المحمولات التّعبة، التي تشي بالإدراك والتصوّر للتعب الفلسطيني.

ويناقش أستاذ الأدب محمد حور في ورقته "صورة القدس في شعر المرأة"، وهو أحد المواضيع التي تطرّق إليها في كتابه "تجليات القدس في الشعر المعاصر" الصادر عام 2022، ويستحضر فيه النصوص الشعرية والدراسات التي جمعتها أو عالجتها، حيث يخلص إلى أنها تذهب في اتجاهين؛ الأول إنشائي عاطفي يتغنى بالمدينة وتاريخها وعظمتها وقيمها، والثاني يقف على حال القدس وسقوطها في يد الأعداء، ويذهب إلى الدعوة إلى الكفاح ضدّ المحتل.

إلى جانب ورقة "القدس.. المكان والرمز" لأستاذ الأدب الحديث إبراهيم السعافين، و"صورة القدس في شعر أحمد مطلوب" لأستاذ اللغة العربية محمد العاني، و"القدس والأقصى في شعر أيمن العتوم" لأستاذ الأدب الحديث زهير عبيدات.

المساهمون