السياسة والاتصال في تونس.. الأشخاص لا الأفكار
السياسة والاتصال في تونس.. الأشخاص لا الأفكار
يتناول كتاب "ديمقراطيةٌ مشهدية: الميديا والاتصال والسياسة في تونس"، للأكاديمي والباحث التونسي الصادق الحمامي، العلاقةَ بين الاتصال والسياسة في بلاده، انطلاقاً من اعتباره أنّ دراسة السياسة غير ممكنة بمنأى عن ظهورها في وسائل الإعلام؛ بالنظر إلى أنّ "علاقة التونسيّين بالسياسة تمرّ عبر الميديا".
في لقاءِ لتقديم الكتاب، أقامته "دار محمد علي الحامي" في "مدينة الثقافة" بتونس العاصمة أوّل أمس الثلاثاء، أوضح الأستاذ في "معهد الصحافة وعلوم الأخبار" أنّ عمله الصادر حديثاً يجمع بين العلوم السياسية وعلوم الميديا والاتصال في تتبُّع التغيُّرات التي عرفها المشهدان السياسي والإعلامي في تونس منذ 2011، مُعتبِراً أنّ الممارسة السياسية قبل الثورة كانت قائمة على "الإذعان"، ثمّ أصبح الاتصال السياسي هو سبيل السياسيّين للوصول إلى المواطنين.
يذكُر الباحث أنّ التلفزيون أصبح، بعد الثورة، يختار النخب، ويُسهم في إبراز الفاعلين السياسيّين الذين بات وصولهم إلى السلطة يمرّ عبر "الميديا"؛ وهو ما تناوله في الفصل الرابع من الكتاب تحت عنوان "من تلفزيون السلطة إلى سلطة التلفزيون".
ويلاحظ الحمامي أنّ أساليب الاتصال السياسي في ممارسة السلطة مرّت بثلاث مراحل بعد الاستقلال: "الاتصال الكاريزمي الأبوي" في فترة الحبيب بورقيبة، و"الأسلوب السلطوي" في فترة زين العابدين بن علي، ثمّ "الأسلوب الديمقراطي" بعد الثورة؛ وهي مرحلةٌ يُقسّمها بدورها إلى ثلاثة أساليب: التكنوقراطي، والميكيافيلي، والشعبوي.
في هذا السياق، يلفت المؤلّف إلى صعود "الشخصيات التعبيرية"؛ وهي شخصياتٌ يقول إنّها بلا أفكار، لكنّها تمتاز بالقدرة على استمالة الناس، وهو ما يُسمّيه "الديمقراطية المشهدية"، مُضيفاً أنّ اهتمام وسائل الإعلام بالسياسة كان في الغالب من زاوية الأشخاص لا الأفكار، وأنّ الصحافة في تونس عجزت عن أن تكون سلطة رابعة تمارس وظيفتها في مساءلة السلطة السياسية، مُعتبراً أنّ ذلك كان "نتيجةً لمسخ الديمقراطية رغم بناء المؤسّسات الجديدة كالدستور والبرلمان والهيئات المستقلة، وهو ما أدّى، في النهاية، إلى تراجُع إيمان التونسيّين بالديمقراطية".
