الزمن والأشياء.. مسارات فنية عن الماضي والحاضر

الزمن والأشياء.. مسارات فنية عن الماضي والحاضر

25 سبتمبر 2023
"تاريخ موجز للزمن" الفنان المكسيكي غونزالو ليبريخا
+ الخط -

يعيش الكائن الإنساني الزمنَ دون أن يفهم بشكلٍ كامل مساراته المتنوّعة والمتناقضة أحياناً. مع ذلك ننقادُ في الاتجاهات التي يرسمها لنا، والتي تتدفق تارةً بشكل مُتسلسل، وتارةً بشكل تقدّمي، وفي أحيان أخرى بمسار تراجعي.

مع ذلك، تتشابك أحداث الزمن ودوراته المتنوّعة مع الطبيعة، مع الكون والإنسان. ربّما لهذا السبب كانت الحالات الأساسية للوجود والأفكار والأشياء متأصّلة td الزمن، وعلى الرغم من أنّها مُحدّدة ومُميّزة جغرافياً وسياسياً وثقافياً، إلّا أنّها تتكرّر إلى أجل غير مسمّى.

"الزمن في الأشياء" هو عنوان المعرض الجماعي الذي يستضيفه حالياً متحف "آمبارو" في العاصمة المكسيكية، ويستمر لغاية الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر، بمشاركة خمسين فناناً وفنانةً من المكسيك، والأرجنتين، وفرنسا، وبلجيكا، والسويد، وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

يجمع المعرض وجهات نظر متعدّدة ومتناقضة حول موضوعات الزمن ومساراته، والتي تنعكس في الأعمال التي يتمُّ تقديمها كصورٍ وأشياء تفكّر في بعضها البعض وتتحاور من أجل البحث عن أوجه التشابه والتوافقات الزمنية، مما يؤدي إلى تغيير مبدأ المعرفة، وبالتالي بداية فهم الزمن.

تشكّل الأعمال المعروضة إغراءات تؤدي إلى سيناريوهات متنوعة عن الماضي والحاضر والمستقبل. ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام هي: مسارات الزمن الخطيّة، وتجديدات، وأنظمة متداخلة؛ جميعها تعالج أربعة مفاهيم مركزية، هي: الوقت والأقاليم وقوى الطبيعة والدوافع البشرية.

تتشابك هذه المفاهيم مع الخطابات التي تتناول الاعتبارات المتعلّقة بتأثير الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية؛ فكرة الموت والتجديد؛ والأقاليم كسيناريو تحدّده ديناميكيات القوة أو العنف؛ التخيلات التي تغذيها الثقافة أو الطبيعة أو الذكاء؛ الحدود التي ترسم اللاشكل والهلوسة؛ التاريخ الرسمي عبر الزمن، والمجهول الكامن في كل قطعة من هذه الشظايا والتي تؤكد أن الماضي لا يختفي، وكذلك الحاضر، بل يتراكمان وينشطان.

يتجمّع العدد الأكبر من القطع الفنية في القسم الأول من المعرض "مسارات الزمن الخطيّة"؛ حيث تظهر بشكل واضح فكرة الزمن الخطي الذي تحدده سلسلة من الأحداث التي تحدث في اتجاه واحد تواجه حتماً المبدأ الدوري للزمن القائم على مراقبة الطبيعة والكون.

الصورة
من المعرض
من المعرض

أما القسم الثاني فيعبّر عن الحالة الانتقالية للإنسان والطبيعة والتي لا تتعايش في الزمان فحسب، بل في المكان الذي يضم ديناميكيات مختلفة تغير حالتهما الجسدية والرمزية. 

في القسم الثالث والأخير تبرز الأعمال التي تكشف عن أنماط روابط غير عادية بين التخصصات الثقافية والعلمية، وتوليد أنظمة فكرية يمكن أن تقدم حلولاً للأزمة البيئية الراهنة عن التوازن الطبيعي الهش. 

يشارك في المعرض نخبة من الفنانين العالمين من أبرزهم المكسيكي غونزالو ليبريخا، والهنغارية كاتيا هورنا، والإسباني بيسينتي روخو، إضافة إلى العديد غيرهم.  

المساهمون