انطلقت، صباح اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر "التاريخ الاجتماعي والثقافي للعالم المتوسّط: الأدب والفلكلور والفوتوغرافيا"، والذي ينظّمه برنامج التاريخ في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، بالتعاون مع كلّية ترينيتي دبلن وجامعة كامبريدج ومشروع الشعر العربي في الجنيزا القاهرية، اليوم وغداً، بمشاركة قرابة 15 باحثة وباحثاً يقدّمون مداخلات وأبحاثاً حول الجوانب التاريخية والثقافية للعالم المتوسّط، بالتركيز على الأدب والتراث الشعبي، والفوتوغرافيا.
وشهد اليوم الأوّل من المؤتمر أربع جلسات؛ حملت الأُولى عنوان "النصوص الأدبية العربية والتراث الثقافي عبر عالم المتوسّط"، وفيها قدّم محمّد أحمد، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الشرق أوسطية بكلّية ترينيتي دبلن، ورقة بحثية حول "الجنيزا القاهرية والحفاظ على التراث الثقافي المصري"، تناول فيها الجنيزا القاهرية بوصفها "مستودعاً لتخزين الوثائق"، وما تضمّه من آلاف المخطوطات المهمة بلغات مختلفة.
وقدّم كلٌّ من فرح العريضي، الأستاذة المساعدة في برنامج الأدب المقارن ب"معهد الدوحة"، والباحث موفّق النجّار، قراءة مفاهيمية في تعدّدية التجربة المتوسطية، أشارا فيها إلى إشكالية مفهوم البحر المتوسّط بصفته "مفهوماً أحاديّاً بكلّ ما يشير إليه من شعوب وآداب ومعارف".
وتحت عنوان "اليهود والآخر عبر المتوسّط من خلال شعر الجنيزا القاهرية والرحلات اليهودية"، أُقيمت الجلسة الثانية التي تضمّنت ورقة بحثية قدّمها محمد عمران خان، زميل ما بعد الدكتوراه في الشعر اليهودي العربي في جنيزا القاهرة، وفيها حاول استكشاف دور الصوفية اليهودية بوصفها جانباً مهمّاً من "النصائح والعتاب" في الأدب اليهودي.
وقدّم أحمد شعير، الباحث المشارك في التاريخ الاجتماعي والثقافي لعالم المتوسّط في العصور الوسطى ثاني مداخلة في الجلسة، تحت عنوان "رؤية اليهود لأنفسهم والآخر من خلال شعر الجنيزا ورحلاتهم عبر المتوسّط في العصور الوسطى".
وسلّطت الجلسة الثالثة الضوء على موضوع "الجواب الخاصّ في الزمن الكولونيالي واللاجئون في سرديات العصر الحديث"، وخلالها تناول ناصر أحمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المشارك في قسم العلوم الإنسانية بكلّية الآداب والعلوم في "جامعة قطر"، موضوع "الجواب الخاصّ كوثيقة تاريخية: قراءة في جوابات زبيدة - مينو"، ركّز فيها على الجواب الخاصّ بصفته منتجاً أدبيّاً تأثّر بسياق اللحظة التي أُنتج فيها، بينما قدّمت مداخلة الباحث والأكاديمي سليم أبو ظاهر مقاربة حول واقع مدينة رام الله والتمثّلات الثقافية بينها وبين المناطق الأُخرى.
وتحت عنوان "فلسطين ومكّة في المخيّلة الأوروبية من خلال الفوتوغرافيا والتسجيلات الصوتية والأفلام"، أُقيمت الجلسة الرابعة التي تضمّنت مداخلة قدّمها عصام نصّار، أستاذ ورئيس برنامج التاريخ في "معهد الدوحة" بعنوان "فلسطين والفوتوغرافيا والمخيّلة الأوروبية"، وأشار فيها إلى أنّ "البحر الأبيض المتوسّط الذي خدم بوصفه مفترقاً للأفكار والثقافات والشعوب عبر العصور، كان أيضاً ممرّاً للجيوش المهاجمة والمهاجرين منذ العصور القديمة".
يُذكر أنّ أشغال المؤتمر ستستمرّ غداً الخميس بجلسة خامسة بعنوان "تصوّرات اجتماعية من خلال أدبيات الجنيزا والرحلة عبر العامل المتوسّطي"، إضافةً إلى جلسة تدريبية ونقاشية للباحثين والطلّاب، وأُخرى لتقديم الملاحظات الختامية.