إعجاز أحمد: رحيل مفكّر نقديّ

إعجاز أحمد: رحيل مفكّر نقديّ

11 مارس 2022
إعجاز أحمد
+ الخط -

قلّما تلتفت ثقافتنا العربية إلى الأسماء الفكرية من غير بلدان المركز الغربي، وهو ما يعني أنّها تساهم بتكريس هذه المركزية، غير أنّ بعض الأسماء تنجح في كسر هذا الوضع لتصل إلى القارئ العربي. من هؤلاء المفكّر الهندي إعجاز أحمد (1941 - 2022) الذي رحل عن عالمنا أوّل أمس بمدينة إرفين بالقرب من لوس أنجلوس الأميركية.

حضر أحمد في الثقافة العربية من خلال ترجمتين، الأولى في عمل ضمّ تعليقاته ونقاشاته لكتاب "الاستشراق" لـ إدوارد سعيد وردود هذا الأخير عليها، وقد حمل عنوان "الاستشراق وما بعده" (2004، ورد للنشر).

أمّا الترجمة الثانية، فهي لأهمّ كتبه "في النظرية : طبقات - أمم - آداب" والذي صدرت نسخته العربية عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في 2019 بترجمة أنجزها ثائر ديب. 

في هذا العمل، قدّم المترجم إعجاز أحمد للقارئ العربي قائلاً: "إذا ما كان ثمّة كلمة تشير إلى المحور الذي ينتظم كتاب إعجاز أحمد حوله، فهي "النَّقد": النقد الماركسي للعالم في بنيته الراهنة وفي تاريخه القريب الذي أوصل إليها؛ وللنظرية الثقافية والأدبية كما تطورت في الأكاديميا الغربية والثقافة الغربية خلال العقود الأخيرة مع ما بعد البنيوية والنظرية ما بعد الاستعمارية؛ وللفكر القومي؛ ولمقولتيّ "العالم الثالث" و"أدب العالم الثالث" ونظرية "العوالم الثلاثة" في طبعاتها المختلفة؛ ولإدوارد سعيد في تجاذباته الوجدانية كما تجلّت في كتابه "الاستشراق" ثمّ في سواه؛ ولما أشاعه سعيد ومدرسة "دراسات التابع" وحالات كتّاب مثل سلمان رشدي من إعلاءٍ لشأن المثقف والكاتب المنفيّ والمهاجِر والهجين على حساب الثقافة الوطنية وأبنائها الذين يعيشون ويقاومون فيها".

من مؤلّفات إعجاز أحمد الأُخرى: "الهند: الليبيرالية الديمقراطية واليمين المتطرّف"، و"أنساب الحاضر: الأيديولوجيا والسياسة في جنوب آسيا المعاصر"، و"في زمننا: الإمبراطورية، السياسة، الثقافة".

المساهمون