"أبعد من الحدود".. خمسة أيام عن الصورة

"أبعد من الحدود".. خمسة أيام عن الصورة

14 ابريل 2023
من فيلم "النهر" للمخرج اللبناني غسان سلهب
+ الخط -

إذا كانتِ الصورة قد طغَت في يومنا الرّاهن على وسائل التواصُل، والإعلام المرئيّ، وكذلك الفنون؛ فهذا يعني بالمُقابل أنّه من المفروض التّمييز أكثر بين الحقول التي تشتغل فيها الصورة، وكيف تتجلّى ضمنها بأشكالٍ مختلفة؛ وفقاً لمُحدّدات يفرضها السياق البَصَري، ونوع المادّة المعروضة، وطبيعة الجمهور المُستهدَف.

ضمن هذا الإطار، تنتظم في مركز "وكالة بهنا" للفنون بالإسكندرية، ورشةٌ بعنوان "أبعد من الحدود"، بين 9 و14 أيار/ مايو المُقبل، في محاولة من المُنظِّمين للبحث بتشكُّلات الصُّورة وحقول اشتغالها.

تنقسم الورشة إلى ثلاثة مسارات؛ هي: "صناعة وإنتاج الصور"، ويقدّمها المُخرج اللبناني غسان سلهب (1958). حيث ينطلق صاحب "النهر" (2021) من الجَمع بين المُمارَسات التطبيقية والجوانب النظرية، إلى جانب العمل مع المُشارِكين في الورشة على إيضاح تقنيات إنتاج الصُّور والأفلام، والتفكير في الوسائل المُتاحَة لتحديد المُمارَسات العَمَلية في صناعة الأفلام. 

أمّا المسار الثاني، فيأتي بعنوان "تأمّلات معاصرة للسينما"، ويقدّمه كلٌّ من المُخرجَين اللبنانيَّين: رامي الصبّاغ وآلاء منصور. وفيه يتمّ التركيز على طُرُق استخدام الصُّوَر والموادّ الأرشيفية، والنصوص، وتقنيات الصوت، والمونتاج، وكذلك استخدام الصُّور التي تمّ إنتاجُها سابقاً والمُعاد توظيفها.

كما يُحاول المُخرجان، في هذا المسار، إعادة توظيف الأشكال الفنّية المُتداخلة كالأفلام الوثائقية والفيديوهات القصيرة، واستلهَام إنتاجات وموادّ بصَرية جديدة عبر دراسة نماذج من أعمال تعكس واقعَها الإنتاجي، وهي أعمالٌ في غالبها خارج الإطار التجاري للسينما.

"النقد السينمائي وثقافة السينما في الجنوب" عنوان المسار الثالث، الذي تقدّمه الباحثة والناقدة التونسية إنصاف ماشطة، حيث تتناول بالتحليل الأفلام المعروضة خلال فترة الورشة، إلى جانب أفلام أُخرى مكتوبة بضمير المتكلّم في السينما العربية. 

كما تُناقشُ ماشطة موقعَ وتركيبات الصور من وضعيّات الاستهلاك القائمة اليوم، والتي تحتّمها علينا وسائط الإنتاج والعَرْض بتنوّعاتها؛ بدايةً من قاعات العَرْض، والإنتاجات التلفزيونية، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم التفكير في كيفية الكتابة حول الأفلام والصّوَر المتحرّكة بشكلٍ عام، من خلال إعادة التأمّل في تقاليد ثقافة السينما ببلدان الجنوب العالمي.

المساهمون