"متاحف قطر": وقفة عند فنون الأندلس
شهدت شبه الجزيرة الإيبيرية تطوراً كبيراً في مجال الصناعات والحرف التي انعكست على الفنون وتصميم المجزهرات التي صنّعت من مزج المعادن ضمن استخدامات لم تكن معروفة من قبل مثل البرونز والذهب والفضة التي كانت تطلى بها الحلى بنسب معينة، إلى جانب صناعات الخزف والزجاج وغيرها.
"روائع إسبانيا الإسلامية" عنوان سلسة الورش التي تطلقها "متاحف قطر" في الدوحة افتراضياً عند الخامسة من مساء السبت المقبل، وتضيء تاريخ الأندلس وأنماطه الفنية، كما تغطي الورش "النباتات والحيوانات وهندسة قصر الحمراء ومدينة الزهراء"، بحسب بيان المنظّمين.
تتناول الجلسة الأولى التي تعقد السبت تحت عنوان "الهندسة الأندلسية والفسيفساء" لوحات الفسيفساء الهندسية الزليجية الموجودة في مجموعة "متحف الفن الإسلامي"، حيث توضع الأنماط ضمن سياقاتها الصحيحة من خلال الحديث عن بدايات السلطنة الأموية الأندلسية، حيث سيتعرّف الطلاب إلى نمطين فنيين مختلفين، ويتعلمون طريقة رسمهما وتلوينهما بألوان الزليج المائية التقليدية.
تتناول الورش الرسم الهندسي والنسيج والزخارف في إسبانيا خلال العصر الإسلامي
وتنظّم الجلسة الثانية بعنوان "زواق إشبيلية والرسم الهندسي" في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهي تعتمد على الورشة السابقة، حيث سيقوم المشاركون بتحليل الأنماط الموجودة على لوحة زواق إشبيلية، وسيتعلم الطلاب طريقة نقل اللوحات الهندسية إلى الورق المائي، لإنشاء حواشي هندسية للنسيج، كما سيتعلمون طريقة تشكيل الحواشي الحيوية والأنماط الداخلية وكيفية تطبيقها على النمط الهندسي النهائي باستخدام الألوان المائية والغواش.
في الجلسة الثالثة "منافع الحيوان - أنماط فنية من أيلة الدوحة" التي تقام في الخامس من الشهر المقبل، سيتم استعراض كتاب "منافع الحيوان" لمؤلّفه الطبيب السرياني جبريل بن بختيشوع الذي عاش خلال القرن التاسع الميلادي، وعمل في بلاط الخلافة العباسية حيث وضع هذا الكتاب الموسوعي، كما ستحلّل الورشة الأنماط الرائعة التي تزخرف أيلة الدوحة، التي يُقال إنها كانت موجودة في مدينة الزهراء الأندلسية.
وتعقد الجلسة الرابعة: "المنسوجات النصرية المهيبة" في الثاني عشر من الشهر المقبل، وفيها يتعلّم المشاركون كيفية تحليل علاقة النسيج وإعادة إنشاء الزخارف، من خلال وضع المنسوجات النصرية في سياقها والبحث في أوجه التشابه والموضوعات والزخارف المشتركة فيما بينها، كما سيتمكنون في نهاية الورشة من إعادة إنشاء الأنماط، وسيكونون في طريقهم إلى التوصل إلى قطعة نهائية متكاملة.
