"سحت الليل" لـ عمر جدلي.. عندما تقع الحرب

30 مارس 2022
(من العرض)
+ الخط -

يستعير المخرج المسرحي المغربي عمر جدلي عنوان مسرحيته "سحت الليل"، التي قدّمها أوّل مرة عام 2019، من الاسم الذي يُطلَق على طائر الخفّاش في الدارجة المغربية، في إشارة إلى امتصاصه دماء ضحاياه، واعتباره رمزاً للخراب والدمار.

العمل الذي قام جدلي بتأليفه يستند إلى الحرب في تناوله لمعاناة الجنود العائدين منها بجروح وأعطاب جسدية، إلى جانب المشاكل والصدمات اجتماعية التي تُصيب معظمهم، والتي تترك تأثيرها البالغ في الصراعات الداخلية التي قد لا يكون هناك شفاء منها.

ضمن فعاليات تظاهرة "الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022"، يُعاد عرض "سحت الليل" عند العاشرة من مساء الثلاثاء، الثاني عشر من الشهر المقبل، على خشبة "مسرح محمد الخامس" في الرباط، ويشارك في بطولتها كلّ من الممثّلين عبد الرحيم المنياري، وعبد اللطيف خمولي، وهند بن جبارة، وسلمى بن جبارة.

ينوّع جدلي أدوات وأساليب الاشتغال المسرحي، حيث يمزج بين الأداء والغناء والرقص والكوميديا الاستعراضية في تقديم أحداث العمل، الذي يتناول قصّة سيدة تُدعى فاطمة، عاشت ستّة عشر عاماً من العزلة في منزل موصَد داخل وسَط قبليّ، في انتظار عودة زوجها الذي زُجّ به في حرب لا ناقة له بها ولا جمل.

وفي يوم من الأيّام يأتي شخص ليدّعي أنه زوجها، حيث يشببه في كثير من الملامح، ورغم أنها تعرِف أنه ليس زوجها الحقيقي، لكنّها تقبل أن تعيش معه، لأنها ترغب في الخروج من سجن القبيلة، حيث احتُجزت إلى أجل غير مسمّى في سرداب مظلم معزولةً عن الحياة، محرومةً من جميع حقوققها، وبمجّرد عودة الزوج الحقيقي تبدأ حرب أخرى بين الزوجين من أجل الحبّ والكرامة والشرف.

العرض الذي أنتجته "فرقة مسرح غرناطة"، يتضمّن الكثير من الانتقاد للواقع السياسي، ممثَّلاً بتلاعب السُلطات عبر الدخول في حروب للتهرّب من أزماتها الداخلية، وكذلك في انتقاد البنى الاجتماعية، حيث الأعراف والتقاليد تقمع المرأة وتحبس حرّيتها، وتفعل الأمر ذاته مع الرجل الذي يخوض حروباً وصراعات ترى السلطة أنْ لا صِلة له بها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون