"تخريف ثنائي" لـ يوجين يونسكو: نسخة مسرحية بالأمازيغية

31 أكتوبر 2022
(من العرض)
+ الخط -

في عام 1962، قدّم المسرحي الروماني ـ الفرنسي يوجين يونسكو مسرحية "تخريف ثنائي" للمرّة الأولى على خشبة "مسرح الشانزليزيه" الباريسي، في عرض جديد له ينتمي إلى مسرح العبث، حيث يصوّر زوجين دائميْ الاختلاف حتّى على أبسط الأمور.

ما يعقّد الأمر في العمل أن الزوجين لم يكترثا للحرب الدائرة، والتي تمتدّ المواجهات فيها لتصل قريباً من منزلهما، بل إنهما واصلا شجارهما على مسائل لا فائدة منها رغم أن الرصاص أصاب غرف المنزل، حيث ظلّ الخلاف قائماً حول الحلزون والسلحفاة إن كانا كائناً واحداً أم لا.

تُعرض عند الخامسة من مساء الخميس المقبل مسرحية "تمخاضفن" في المركز الثقافي بمدينة الحاجب (140 كلم شرق العاصمة الرباط)، وهي من إخراج عبد الجبار خمران، الذي اقتبسها عن نصّ "تخريف ثنائي" بدعم من وزارة الثقافة.

العمل الذي أنتجته "فرقة نادي الحسيمة للمسرح"، ترجم نصّه إلى الأمازيغية كلّ من المخرج ومحمد بن سعيد، وشارك في التمثيل رجاء خرماز ومحمد بن سعيد وحيدوش بتزوكنت، وأُسندت السينوغرافيا إلى يوسف العرقوبي، وتنفيذها إلى عبد السلام فزاكة، والتأليف الموسيقي إلى عبد العزيز البقالي، والإدارة الفنية إلى نبيل بلحاج، وتصميم الإنارة إلى كريم أوعمو.

يلتزم العمل بسير الأحداث في النصّ الأصلي، حيث تتواتر المشاجرات بين الزوجين، والتي تصل إلى لوم الزوجة زوجَها على إغوائه لها ودفعها لترك زوجها الأول منذ نحو سبعة عشر عاماً، مروراً بمشاداتهما حول ما يجري حولهما من صعود ونزول الجنود على السلالم.

كما تستعرض المسرحية صراعهما حول أحوال الطقس، فعندما تحسّ الزوجة بالحرّ يشعر زوجها بالبرد والعكس، وهكذا تمضي الوقائع داخل بيتهما الذي يُدمَّر في النهاية وتسقط جدرانه، حيث يجدان نفسيهما في الشارع، يسمعان أغاني الجنود المنتصرين وجنازير الدبّابات وأصوات الطلقات النارية.

اختار يونسكو بطليْ عمليه للتعبير عن عبثية الحرب بعد حرب كونية عاشتها أوروبا قبل عرضه بحوالي سبعة عشر عاماً، لكنّ تداعياتها التي تسبّب بها سياسيون وانعكست على الأفراد استمرّت لزمن ليس بالقصير، لكنْ لم يغيّر ذلك العديد من الأشخاص الذين ظلّوا يمارسون عبثهم سواء على صعيد الأحداث الكبرى أو التفاصيل اليومية الصغيرة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون