"التشخيصية في الفن الأردني": مئة وعشرون تشكيلياً

"التشخيصية في الفن الأردني": مئة وعشرون تشكيلياً

24 اغسطس 2022
(عمل لـ فخر النسا زيد، من المعرض)
+ الخط -

في عشرينيات القرن الماضي، انتقل إلى الأردن عدد من الفنانين العرب، منهم عمر الأنسي من لبنان وإحسان إدلبي من سورية، بالإضافة إلى التركي ضياء الدين سليمان الذي مارس الرسم ونشر مقالات صحافية حتى رحيله في السلط عام 1945، والروسي جورج أليف والإيطالي أرماندو برونو اللذين أقاما في البلاد لعدّة سنوات.

ساهم هؤلاء جميعاً في تأهيل عدد من الفنانين الأردنيين، حيث أقيمت أولى المعارض التشكيلية في أربعينيات القرن الماضي، قبل أن يسافر إلى أوروبا ــ وإيطاليا تحديداً ــ مجموعة من الطلبة تباعاً، للتخصّص في الفنون الجميلة منذ عقد الخمسينيات، ما ترك تأثيره على الأجيال اللاحقة.

"التشخيصية في الفن الأردني" عنوان المعرض الذي يُفتتح عند السابعة من مساء اليوم الأربعاء في "مبنى 1" بـ"المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" ويتواصل حتى العام المقبل، بمشاركة مئة وعشرين فناناً تشكيلياً تعكس أعمالُهم تجاربَ أجيال وتيارات متنوّعة.

يضمّ المعرض حوالي مئتين وعشرين عملاً فنياً تمثّل مختلف مجالات الفنون التشكيلية من رسم وتصوير وطباعة، وتصوير فوتوغرافي ونحت وخزف، بهدف "إبراز أساليب واتجاهات التشخيصية في الفن الأردني، التي تركز في المقام الأول على الإنسان والكائنات الحيّة، وتمثّلانه بالزمان والمكان"، بحسب بيان المنظّمين.

الصورة
(عمل لـ مهنا الدرة، من المعرض)
(عمل لـ مهنا الدرة، من المعرض)

وينظّم المتحف برامجَ لطلبة المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والفنية لمدة عام لزيارة ومشاهد المعرض، بالإضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات حول محتوياته التي تشكّل مقتنيات المجموعة الدائمة للمتحف.

تُعرض لوحات الفنان مهنا الدرة (1938 ــ 2021) الذي بدأ رحلته باكراً مع التجريد، متأثراً بمدرسة روما، حيث رسم في أعماله الأولى أبنية عمّان وجبالها والتي غلب عليها اللون الأزرق واشتقاقاته، وكذلك الأعمال التي تجسّد البادية الأردنية حيث المساحات الشاسعة للأرض تعانق زرقة السماء، والطقوس الشعبية من رقص ودبكة ووجوه البدو والخيام.

ومن الجيل الأول، تُعرض أعمال رفيق اللحام (1931 ــ 2021) الذي تنوّعت لوحاته الفنية ــ المنفّذة طيلة أكثر من نصف قرن بتقنية الألوان الزيتية والمائية والحفر والقلم الرصاص والحبر الصيني ــ بين الحروفية والواقعية والتعبيرية والرمزية، إضافة إلى التجريدية التي انحاز إليها في السنوات الأخيرة.

كما تُقَدَّم في المعارب تجارب بارزة في الفن التشكيلي الأردني، مثل فخر النساء زيد (1901 ــ 1991)، وأحمد نعواش (1934 – 2017)، وسامية الزرو (1938)، وياسر الدويك (1940)، ونصر عبد العزيز (1941)، ومحمود طه (1942 ــ 2017)، وعزيزة عمورة (1944 ــ 2018)، ومنى السعودي (1945 ــ 2022)، وكرام النمري (1944)، وهاني الحوراني (1945)، وحفيظ قسيس (1945)، وعبد الرؤوف شمعون (1945)، وسعيد حدادين (1945)، ونوال عبد الله (1951)، وآخرين.
 

المساهمون