"شتاد بارك" فيينا... متنفّس للأهالي والسيّاح

31 مارس 2021
+ الخط -

تعد حديقة "شتاد بارك" الأكبر والأضخم حجماً في العاصمة النمساوية فيينا، وهي حاضرة في قلوب أهلها، فضلاً عن الزوار الذين يلتقون فيها بصورة دائمة. وشهرتها توازي شهرة حدائق "سنترال بارك" في نيويورك، و"هايد بارك" في لندن، و"تمبلهوفر فيلد" في برلين.

لقد كانت تلك الحدائق ومنذ فترة طويلة جزءاً من هوية مدنها، فهي تمثل مجموعات من الأفلام العملاقة، والتفضيلات الملكية، والراحة الدافئة.

في فيينا، هناك حديقة براتر، ويمكن أن تستمر صورة المدينة الإمبراطورية المهووسة بسكانها الغاضبين -ولكن المريحين- إلى اللانهاية بين قطار الأشباح والبستان ومنزل المتعة.

يعد Wiener Stadtpark النموذج الأولي لمتنزّه فيينا. ليس لأنه أقدم حديقة في المدينة، وليس لأنه يحمل عنوان Stadtpark، هو ببساطة صورة دقيقة لفيينا. لا يوجد مكان آخر تظهر فيه المدينة بالقدر نفسه من الوضوح كما هو الحال هنا.

العمران يصنعه الناس وتصبح المدينة مدينة فقط من خلال سكانها. إنها تكتل من مختلف الطبقات والثقافات والأوساط والفئات العمرية. الصورة المثالية للحديقة المختلطة جيداً هي حديقة مدينة Duckburg. ضع علامة وخدعة وتتبع في مرج. 

تشبه حديقة مدينة Duckburg حديقة فيينا. المدينة كلها تجتمع هنا: من المشردين في موقف النقانق إلى كبار الشخصيات في Steirereck، وأطياف المجتمع الفييني كلها، بينهم - الأطفال، الشباب، المتقاعدون، المتزلجون، العائلات، الحشاشون وتجارهم، العدائون، مراقبو البط، عربات الأطفال، المارة، لاعبو كرة القدم في قفص، السيّاح.

هذا المزيج من الإيماءات المبهجة والوحشية الحضرية هو ما يميز حديقة المدينة. يتطلب الأمر رهبة من كل الرتوش والضجة الأحادية. إنه ما يمنحها أعظم قوتها - ووظائفها

يذهب الأستاذ الجامعي الثري في نزهة إلى هنا، كما يفعل الشرير المتعجرف. هناك أسباب كثيرة لهذا، واحد منها هو الموقع الجغرافي للحديقة، إذ تقع المنطقة الخضراء التي تبلغ مساحتها حوالي 96000 متر مربع في قلب المدينة ذي الكثافة السكانية العالية. تمتد الحديقة على مناطق إنير شتات ولاندشتراسه، ومثلما يقسم نهر الدانوب المدينة، تقسم حديقة فيينا المدينة إلى نصفين على حدود المنطقة. في الشمال الغربي تقع الحلقة مقابل المتنزه في الجنوب الشرقي من هيو ماركت.

حديقة للجميع

خلاف ذلك لا تكاد توجد أي مساحات خضراء في المنطقة المجاورة مباشرة. يستخدم السكان المجاورون حديقة المدينة بشكل يومي: الموظفون من منطقة مكاتب Wien Mitte يقضون استراحة الغداء هنا، يأتي إليها الأشخاص المشردون من محطة شتراسنبان وأوبان باهنوهوف ومحطة لا ند شتراسيه، السياح قريبون من الفنادق الفخمة المجاورة، مثال: ريتز كارلتون، ماريوت، إنتركونتيننتال، هيلتون، المارة يعبرون الحديقة. 

يأتي الشباب في فترة ما بعد الظهر، في الأيام المشمسة، ويتزايدون كل عام. أصبحت الحدائق نقطة التقاء. يقول مهندس المناظر الطبيعية توماس نول: "يذهب الشباب إلى المتنزه مرةً أخرى". "قبل عشرين عاماً تلك الأيام ولت منذ فترة طويلة. أصبح الهواء الطلق الآن رائجاً. تجمع المتنزهات بين مزايا المدينة ومزايا الطبيعة".

 

6C73D0E8-31A0-485A-A043-A37542D775D9
عبد الكريم البليخ
صحافي من مواليد مدينة الرقّة السوريّة. حصل على شهادة جامعيَّة في كلية الحقوق من جامعة بيروت العربية. عمل في الصحافة الرياضية. واستمرّ كهاوي ومحترف في كتابة المواد التي تتعلق بالتراث والأدب والتحقيقات الصحفية.