يدرك المرء أن التاريخ يكتبه المنتصر، أما العصي على الإدراك أن يكتب التاريخ المهزومون الخونة، من المرتدّين عمّا أجمعت عليه الأمة، ودفعت ثمنا له من دماء فلذات أكبادها، وقدّمتهم قرابين على مذابح الحرية والتحرّر للعيش بكرامة، بعيدا عن الاستبداد والظلم.
على الرغم من أنّ التتريك كان من علامات زوال الخلافة العثمانية، وليس علامة القوة، إلا أن النزعة القاصرة تغافلت، لأن الغفلة تتوافق مع مجمل الفكر. كسرنا كل القواعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، في رحلة التيه والضبابية، وما زالت "لعم" سيدة الموقف.