كاتبة أردنية، تحمل الليسانس في الحقوق، صدر لها ست مجموعات قصصية، وكتبت نصين مسرحيين. تكتب في الصحافة العربية منذ 1990، وتشغل موقع رئيسة تحرير مجلة "تايكي" المتخصصة بالإبداع النسوي.
حين غرقتُ في النوم القسري من جديد، وجدت نفسي في غزّة تحت أنقاض بيت مهدّم. حين صحوتُ من نومي المضطرب لم أتنفس الصعداء مثل العادة، فالكابوس ما زال مستمرّا، والرضيع مجهول الهوية ما زال ميّتا، غير أن صراخه المحتج الغاضب ما زال مدوّيا، وقد طغى على كل شيء.
بأسلوبه المعتاد المحبّب إلى ملايين المتابعين، والذي لا يخلو من رشاقة وتشويق وبساطة، مدعّماً بالمصادر الموثقة، عرض أحمد الغندور تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حلقة بعنوان "فلسطين... حكاية الأرض"، مفتتحاً الحلقة بسرد قصة قرية صيادين فلسطينية صغيرة.
يقتلنا الانتظار للحظة انفراج إعجازية تضع حدّا لهذا الكابوس الثقيل الممتدّ، عسى أن يحظى هؤلاء الصغار بالحياة الآمنة منزوعة الرعب والقلق التي يستحقّون نيلها، وفق المواثيق والتشريعات الدولية التي تنصّ على حماية حقّ الطفل في الحياة.
ندرك عجزنا، أفرادا، في مواجهة هذه المقتلة، لكن هذا لن يمنعنا من التعبير عن غضبنا وتضامننا مع أهلنا في قطاع غزّة، ومن يسألنا مستهجنا: هل تريدون أن تتوقف الحياة إذا؟... نعم، هذا ما نريده بالضبط، فلتتوقف الحياه إلى حين، لم لا؟ خجلا على الأقل.
نموت قهرا وغضباً في زمن المذابح التي كشفت عن وجه الغرب. يكرّر العالم الحرّ الحكاية ذاتها، غير مدركٍ أن لا شيء في الكون سيزيل آثار الدم المغدور الذي لطّخ يديْه الآثمتين. أما نحن فسنعيش حياتنا يوماً بيوم، ولكن ليس كالمعتاد، أبداً ليس كالمعتاد.
رغم كل السواد، يظلّ الشعب الفلسطيني البطل صامدا مقاوما حرّا، صاحب حقّ أصيل، لا يجادل فيه سوى منعدم الضمير، علينا أن نصدّق هذا كي لا نموت كمدا وقهرا. وعلى الحناجر أن تبقى متّحدة في صرخة احتجاج كبرى في مواجهة آلة البطش المجرمة السائرة، تنكيلا بصغارنا.
تحية كبيرة للدكتور عصام الخواجا الذي يكرّس الكثير من وقته وجهده، وهو يوصل إلى متابعيه في البلاد العربية أحدث ما توصل إليه علم النفس من نظرياتٍ نفسيةٍ بأسلوب سلس، يجعلك تدمن متابعته إذا رغبتَ حقاً في نهج حياة أفضل، تكون فيه إنساناً سويّاً ناضجاً.
مهما قلنا عن ثغرات مسلسل "كريستال"، وهي أكثر من أن تحصى، قال الجمهور كلمته، ووضع العمل في الصدارة. ولكل من وقع في فخّ "كريستال" أقول: تمتّع، يا صديقي، بالمشاهدة، ولا تلقِ بالا لسخرية الآخرين، فالناس أذواقٌ ولكل امرئ ما تذوّق!
أجلس ساعات طوالاً أحدّق في السماء، وأحسد الطيور التي لم تفقد أجنحتها. بكيت طويلاً وأنا أحتضن شاهد القبر، وأسقي شجرة الزيتون التي تظلله، وأزيل الأوراق الجافة التي تغطيه. وأجلس طويلا ساهمة بانتظار أن تنبت أجنحتي من جديد، كي أحلّق بهما بعيداً عن كل شيء!