انقلب الحجر الصحي في تونس إلى رعب جماعي بالنسبة إلى نساء وأطفال عدّة. وأعلنت وزارة المرأة في تونس أنّ عدد النساء المعنّفات من قبل أزواجهنّ قد تضاعف سبع مرّات منذ بداية الحجر الصحي. نسبة مذهلة ومخيفة.
على الرغم من انتصارات حققتها حركة النهضة في تونس، إلا أن طريقها لا يزال محفوفا بالمطبات والتحدّيات، فهي تواجه عددا متزايدا من المناهضين لها يوما بعد يوم. وتجد نفسها مدعوةً إلى القيام بمراجعاتٍ داخليةٍ عميقة تستجيب للتطورات التي تمر بها.
المغرب والجزائر في حالة نزاع، استنفد طاقاتهما الاقتصادية والسياسية من أجل إثبات صحة وجهة نظر كل منهما. وهو ما أثر على نفسيتي الشعبين ومزاجيهما، وأجهض مبادراتٍ عديدة قامت بها أطراف مختلفة من أجل طي صفحة الخلاف بين البلدين.
لو افترضنا نجاح الانقلاب في ألمانيا، كيف ستكون تداعياته على العالم العربي المسكون بالاستبداد، ويتمتع بعضهم بقدرة رهيبة على تقطيع مخالفيهم، وتذويب أجسادهم في الحمض الكيميائي، حتى لو اختبأوا في بطن الحوت؟
هل ما زال العالم في حاجة لحقوق الإنسان؟ سؤال مطروحٌ في كثير من أصقاع الأرض، بدءا من أوروبا وأميركا اللاتينية مثل البرازيل التي انتخبت أخيرا رئيسا مناهضا للقيم الإنسانية الحديثة، وصولا إلى اليابان وأميركا وغير ذلك كثير.
مساواة النساء في الحقوق السياسية والمدنية مع الرجال معركة مفتوحة في تونس، وفي العالمين العربي والإسلامي، ولم تستكمل في عديد من جوانبها. والمؤكد أنها معركة مشروعة ورابحة في الآن نفسه، وهو ما يثبته الواقع المحلي ضمن سياقٍ كوني متحرّك.
يضطر الفاعلون لأن يسيطروا على عواطفهم الجياشة في سبيل حماية مصالح يعتبرونها حيويةً، ولا يحق التفريط فيها. ولا شك في أن تداعيات اغتيال الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، قد تكون ضخمة، لكن للحركات الإسلامية حسابات ليست بالضرورة واحدة ومتجانسة.
لم يعد وضع حركة النهضة التونسية مريحا، على الصعيدين الداخلي والخارجي، إذ هناك احتمال تعرّضها لمزيد من الضغوط، وهو ما يفرض عليها الاستعداد لمواجهة هذه المتغيرات بجدّية ومسؤولية، فالخطر أصبح محدقا بها من جميع النواحي.
لا يزال التاريخ الرسمي لحركة النهضة في تونس انتقائيا، وليس مؤسّسا على نقد ذاتي عميق ومسؤول وموضوعي. لهذا، بقيت الحركة تتعامل مع ملفات عديدة حرجة بقفازات واقية، وتتجنّب الخوض فيها بشكل علني وشفاف.
قال الرئيس التونسي، الباجي السبسي، أخيرا، إن حركة النهضة هي التي سعت إلى القطيعة معه، بعد أن وجدت مصلحتها مع غيره، في حين صرح أكثر من مسؤول قريب من زعيم الحركة، راشد الغنوشي، إنها فوجئت بالإعلان عن انتهاء التوافق.