نجاح المقاومة الفلسطينية في نقل المعركة إلى داخل المدن الإسرائيلية، أحد المعطيات العنيدة التي ستفرض على العدو الإسرائيلي إعادة قراءة المشهد بعيون دامعة.
لمعظم المخاتير والشخصيات المجتمعية والسياسية والتنظيمية والجماهيرية في غزّة انتماءها الوطني، وتأبى كرامتها ومكانتها أن تكون جزءاً من المخطّط الإسرائيلي.
رجال المقاومة الذين خطّطوا للهجوم، ورتبوا المواقيت، واختاروا لحظات الزمن الفلسطيني المضيء، أدركوا من البداية أن ردّة فعل عدوهم ستكون بحجم هزيمته. ولذلك أعدّوا أنفسهم للدفاع عن القطاع، وقد توقعوا ما هو أكثر. لقد رتّبوا أنفسهم على حرب المدن فترة طويلة.
يعرف الفلسطيني، بالتجربة، أن هجرته من بيته مقدّمة لغربته السياسية الجديدة، ونسيان قضيته، وإشغاله بالبحث عن مساعدات الأمم المتحدة. كما أنه يعرف أن نجاح تهجير الفلسطينيين من شمال غزّة هو المقدمة لتهجير جنوبها في الأيام المقبلة.
"لا أحد يملي علينا أوامر إطلاق النار". هذا هو رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يئير لبيد، القاطع، على إعلان الخارجية الأميركية، أنها ستواصل الضغط على إسرائيل، لتغيير سياستها بخصوص قواعد الاشتباك في الضفة الغربية. وهذه السياسة هي قاعدة إسرائيلية دائمة.
ولكم الفزع يا أعداءنا، لكم عيوننا معبأة بالغضب، ولنا دموعنا، دموعنا لنا وحدنا في عتمة الليل، حين نضع رؤوسنا على الوسادة، وتمتد أصابع يدينا تتحسّس رأس الأحبة، تمسّد شعرهم، تلامس شفاههم، نقبلهم في الخيال، ولا نفارقهم أبداً.