رجال المقاومة الذين خطّطوا للهجوم، ورتبوا المواقيت، واختاروا لحظات الزمن الفلسطيني المضيء، أدركوا من البداية أن ردّة فعل عدوهم ستكون بحجم هزيمته. ولذلك أعدّوا أنفسهم للدفاع عن القطاع، وقد توقعوا ما هو أكثر. لقد رتّبوا أنفسهم على حرب المدن فترة طويلة.
يعرف الفلسطيني، بالتجربة، أن هجرته من بيته مقدّمة لغربته السياسية الجديدة، ونسيان قضيته، وإشغاله بالبحث عن مساعدات الأمم المتحدة. كما أنه يعرف أن نجاح تهجير الفلسطينيين من شمال غزّة هو المقدمة لتهجير جنوبها في الأيام المقبلة.
"لا أحد يملي علينا أوامر إطلاق النار". هذا هو رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يئير لبيد، القاطع، على إعلان الخارجية الأميركية، أنها ستواصل الضغط على إسرائيل، لتغيير سياستها بخصوص قواعد الاشتباك في الضفة الغربية. وهذه السياسة هي قاعدة إسرائيلية دائمة.
ولكم الفزع يا أعداءنا، لكم عيوننا معبأة بالغضب، ولنا دموعنا، دموعنا لنا وحدنا في عتمة الليل، حين نضع رؤوسنا على الوسادة، وتمتد أصابع يدينا تتحسّس رأس الأحبة، تمسّد شعرهم، تلامس شفاههم، نقبلهم في الخيال، ولا نفارقهم أبداً.
قال مندوب إسرائيل السابق في الأمم المتحدة، داني دانون، "إسرائيل ليست بحاجة إلى اعتراف الأمم المتحدة، لقد أعطى الله الأرض لشعب إسرائيل في سفر التوراة". وأضاف وهو يلوح بكتاب اليهود "التناخ": في هذا الكتاب المقدس صك ملكية أرض إسرائيل.
لأجل إنجاح فكرة "تيكون أولام" (أو إصلاح العالم) يحض حاخامات اليهود على اعتماد العمل الخيري أداة فعالة "لتيكون أولام". فكرة إصلاح العالم على الطريقة اليهودية، والتي ستكون جزءاً من الجهد الأميركي المقبل، هي الملهم الروحي للمتطرفين الصهاينة.
مشاركة سكرتير مجلس الاستثمارات الدولي التابع للإمارات، جمال الجروان الشنطي، ونائب سكرتير شؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد الإماراتية، جمعة محمد القيط في جلسة للكنيست الإسرائيلي، دفعت النائب العربي سامي أبو شحادة، إلى توبيخهما، فطرد من الجلسة.
إسرائيل أحرص ما تكون على التهدئة في هذه المرحلة، لا بسبب مهرجان الأغنية الأوروبية فقط، أو الاحتفالات بما تسميه عيد الاستقلال، أو تشكيل الحكومة، وإنما من منطلق عدم القدرة على حسم المعركة على الأرض، واستحالة احتلال قطاع غزة.
من حق الأردن أن يحافظ على وحدة أراضيه وأمن شعبه ومستقبله، ولكن هذا لا يكفي، فالحلول الفردية، والنجاة بالنفس، لا تجديان نفعاً مع المخطط الذي يستهدف الأردن وفلسطين وسيناء ولبنان وسورية، ولا مبالغة في القول إنه يستهدف المنطقة كلها.
الهجوم الأمني الإسرائيلي المتواصل على الشعوب العربية، والذي يعكس قلق الإسرائيليين على مستقبلهم، يشير، في الوقت نفسه، إلى اطمئنان إسرائيل على أمنها الداخلي، فراحت تتطلع إلى الخارج، مستغلةً انشغال العرب بأنفسهم، مستعينة بوسائل التقنية الحديثة.