4 خطوات لإقامة مشروع تدوير المخلّفات في الوطن العربي

4 خطوات لإقامة مشروع تدوير المخلّفات في الوطن العربي

25 مارس 2015
تدوير النفايات مشروع رابح (أحمد الروباي/فرانس برس)
+ الخط -
إذا كان عالمنا العربي ينتج ملايين الأطنان من المُخلّفات المُهدرة سنوياً، فإذن يطرح مجال تدوير النفايات فرص استثمار واعدة، باعتبار أن وفرة المواد الخام تعد أحد المؤشرات المالية الهامة لأي مشروع. جاذبية مشروعات التدوير، حفّزت "العربي الجديد" على تحديد خطوات أساسية تضع الشباب العربي على بداية طريق إنشاء مشروع صغير لتدوير المخلفات.
تبدأ الخطوة الأولى بتحديد نوعية المخلفات التي ترغب الاستثمار فيها، ثم تحديد كلفة المعدات، أما الخطوة الثانية فتشمل الأكلاف الرأسمالية، من مواد خام وقطعة أرض للمشروع وفريق عمل، وأخيراً تحديد الربحية المتوقعة. فإذا كنت تطمح إلى التعرف على هذه الخطوات، فعليك مطالعة التقرير الذي يضع بين يديك كافة المتطلبات والمؤشرات في 7 دول عربية.



السعودية: أرباح سريعة
نادراً ما ستجد مشروعاً صغيراً في السعودية يحقق عائدات تتجاوز 25% في العام الواحد، ولكن المخلفات الزراعية تمنحك فرصة لبناء مشروع يحقق أرباحاً واعدة للغاية. "1000 متر من الأرز أو الذرة أو القطن ينتج من 2 إلى 15 طناً من المخلفات، مثل القش والحطب، والتي تستخدم في إنتاج من 1.5 ـ 10 أطنان سماد عضوي"، وفقاً للخبير الاقتصادي عبد الله صلاح. 

ويوضح صلاح، لـ"العربي الجديد"، أن كلفة مشروع تدوير المخلفات الزراعية تنقسم إلى 4 فئات، تتضمن الأولى قرابة 40 - 45 ألف دولار لشراء سيارة نصف نقل وآلات خلط وفرم وتقليب المخلفات إلى جانب استئجار جرار، أما الفئة الثانية فتوجه لشراء المخلفات بكلفة 20 ـ 25 ألف دولار سنوياً. بالإضافة إلى أجور لتوظيف عاملَين ومهندس ومسؤول تسويق تصل إلى 4000 دولار، واستئجار قطعة أرض خاوية بمساحة 500 متر ـ 750 متراً مربعاً في منطقة زراعية بكلفة 5 ـ 10 آلاف دولار. أي أن الكلفة الكلية لن تتجاوز 84 ألف دولار.
ويؤكد صلاح أن تسويق الأسمدة العضوية ليس صعباً، فهي تحظى بطلب مرتفع بما يضمن تحقيق أكثر من 30% عائداً سنوياً.

لبنان: 20%عائدات سنوية

وفقاً لدراسات اقتصادية، ينتج لبنان 3000 طن يومياً من النفايات، تبلغ كلفة التخلّص من النفايات 140 دولاراً للطن الواحد، في حين يحقق ذلك الطن وفراً قدره 28 دوراً عند تدويره. وحسب البنك الدولي، فإن إقامة مصنع صغير لتدوير المخلفات الصلبة، مثل المعادن، تصل كلفته إلى ما بين 50 و60 ألف دولار، شاملة معدات فرز وصهر، إضافة إلى كلفة المواد الخام.

ويتطلب المشروع مساحة تراوح بين 100 ـ 150 متراً مربعاً، تبدأ كلفة استئجارها من 2000 دولار. يتطلب المشروع توفير عاملين يتخصصان في الجمع والفرز وأعمال الصهر. يراوح راتب الفرد بين 250 ـ 400 دولار، إضافة إلى مهندس يشرف على عملية التصنيع براتب 900 ـ 1000 دولار، ومسؤول تسويق براتب 700 ـ 800 دولار شهرياً.
ولاستعادة الأموال يتطلب الانتظار فترة تراوح بين 5 ـ 6 سنوات.

الجزائر: مشروع ناجح
"إذا كان متوافر أمامك 13.5 مليون طن سنوياً من النفايات، فلن تجد صعوبة في مشروعك في الجزائر"، بحسب الدكتور مُقدم عبيرات، الذي يوضح لـ"العربي الجديد"، أن هناك فرصاً لإقامة مصنع صغير لتدوير النفايات المعدنية بكلفة تصل إلى ما بين 60 و70 ألف دولار. ويشير إلى أن المشروع يتطلب استئجار مساحة 150 ـ 200 متر بكلفة 600 ـ 800 دولار شهرياً، وتوظيف مُهندس براتب 800 ـ 850 دولاراً، وعاملين براتب 300 ـ 350 دولاراً، ومسؤول تسويق براتب يصل إلى 500 دولار. يؤكد عبيرات أن أرباح المشروع مرتفعة، فهي تتجاوز 20% وتتيح استرداد المبلغ المُستثمر خلال 4 ـ 5سنوات شريطة تحديد قاعدة بيانات دقيقة.

تونس: عائدات جيدة
لا يختلف الوضع في تونس كثيراً عن الجزائر على صعيد المؤشرات الاستثمارية. فوفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن حجم النفايات المنزلية يدور حول 2.5 مليون سنوياً، ما يمنح فرصة جيدة لإقامة كيان صغير لتدوير المخلفات الصلبة.


وبحسب البيانات، تقدّر كلفة المصنع ابتداءً من 60 ألف دولار لتوفير المُعدات والمواد الخام، إضافة إلى استئجار مساحة لا تقل عن 150 متراً مربعاً مقابل 400 ـ 500 دولار شهرياً، وتوظيف مهندس براتب 550 ـ 650 دولاراً شهرياً، إضافة إلى توظيف عاملين بكلفة 300 ـ 350 دولاراً لكل عامل وما يقارب 450 دولاراً لمسؤول التسويق. ويصل العائد السنوي إلى 20% تقريباً.

مصر: سوق خصب
وفقاً لإحصائيات وزارة البيئة، يقدّر حجم المخلفات بـ35 مليون طن سنوياً، ويستهلك السوق أكثر من 9 ملايين طن سنوياً من الأسمدة. هذه المؤشرات ترفع جاذبية الاستثمار بتدوير المخلفات الزراعية، مثل حطب الذرة والقمح، إذ إن المشروع يتطلب معدات بكلفة 45 ـ 50 ألف دولار، وخامات بكلفة 20 ـ 22 ألف دولار سنوياً، واستئجار مساحة تبدأ من 500 متر مقابل 800 ـ 900 دولار شهرياً، بحسب رجل الأعمال تامر بدر الدين.

ويشير بدر الدين إلى أن العمالة المصرية تصنّف ضمن الأيدي العاملة الأرخص بالمنطقة، حيث سيحتاج المشروع إلى توظيف مهندس براتب 600 دولار، وعاملين بكلفة 200 دولار للعامل الواحد، ومسؤول تسويق براتب 400 دولار.

"العوائد ستكون مجزية للغاية، فهي تراوح حول 25% سنوياً، أي أعلى بنسبة 5% من متوسط العائدات المحققة بالمشروعات الزراعية والغذائية في مصر"، وفقاً لبدر الدين.

الأردن: دعم حكومي
إذا كانت لديك رغبة في دخول عالم تدوير المخلفات بالأردن، فلا تتردد في هذه الخطوة. فوزارة التخطيط تجاوزت شعارات دعم المشروعات متناهية الصغر إلى إعداد دراسات جدوى دقيقة ترشدك إلى بناء مصنع صغير لإنتاج حبيبات الإيثيلين المستخدمة في تصنيع الأغطية الزراعية وأكياس النفايات وأنابيب المياه ذات الاستخدام الزراعي والصرف الصحي.


وتوضح الدراسة ذاتها أن المشروع يتطلّب 31 ألف دولار لشراء ماكينة تقطيع ومنشار كهربائي، وحوض غسيل للبلاستيك، وخط إنتاج حبيبات البولي إيثيلين، وسيارة نصف نقل، إلى جانب 70 ألف دولار لشراء مستلزمات الإنتاج سنوياً. وهناك 700 دولار أخرى لاستئجار مساحة 150 متراً بمنطقة السحاب الصناعية، و650 دولاراً أخرى رواتب اثنين من العمال، ومهندس وسائق لتوزيع المنتجات. أما إيرادات المشروع، وفقاً لدراسة وزارة التخطيط الأردنية، فتصل إلى 124 ألف دولار، وتحقق عائداً سنوياً يصل إلى 23%، أي أنك ستسترد أموالك خلال 4 أعوام ونصف العام.

السودان: مشاريع الورق
تعد نفايات الورق من أكثر المخلفات انتشاراً في السودان، ما يوفر فرصة استثمارية جيدة تتطلب توفير معدات بكلفة تبدأ من 50 ألف دولار لجمع وفرز وتقطيع وغسل الورق تمهيداً لأعمال الخلط للحصول على عجينة بغرض تشكيلها وتجفيفها في صورة ورق، إلى جانب رصد 25 ألف دولار أخرى سنوياً لتوفير النفايات، بحسب الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير.

ويضيف الناير، لـ"العربي الجديد"، أن هناك كلفة شهرية تصل إلى ألفي دولار لاستئجار 100 ـ 150 متراً تقريباً للمصنع الصغير، فضلاً عن استقدام عاملين براتب 150 دولاراً للفرد، يرتفع إلى 200 دولار لمسؤول التسويق و250 دولاراً للمهندس المسؤول عن عمليات التشغيل. ويؤكد أن العائد المتوقع للمشروع يراوح بين 15 ـ 20% سنوياً.

إقرأ أيضا: المغرب يعزف على وتر الاستثمارات لخلق صناعة موسيقيّة

المساهمون