200 ألف مصري يدخلون ليبيا سنوياً بطريقة مخالفة

200 ألف مصري يدخلون ليبيا سنوياً بطريقة مخالفة

27 مايو 2014
محمد جبريل خلال الحديث مع "العربي الجديد" (تصوير:فاير القرشي)
+ الخط -

قال السفير الليبي في القاهرة محمد فايز جبريل، لـ" العربي الجديد" إن العمالة المصرية مازالت تتدفق على الأراضي الليبية رغم المعارك الدائرة في أنحاء ليبيا، وأنه لا يتوقع توقف هذا التدفق خلال المرحلة المقبلة.

واشتعلت المعارك في شرق ليبيا بين الجيش والثوار، ضد ميلشيات مسلحة يقودها اللواء المتقاعد المنشق، خليفة حفتر، في بنغازي وامتدت إلى العاصمة طرابلس. وأشار جبريل إلى وجود 1.6 مليون عامل مصري في ليبيا.

وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن وجود ثلاثمئة ألف عامل مصري فقط في ليبيا مقابل ثلاثة ملايين قبل الثورة الليبية.

وكشف السفير عن دخول مئتي ألف عامل مصري ليبيا سنوياً، بطريقة غير شرعية. وأضاف جبريل: أصدرنا العام الماضي تأشيرات لنحو 22 ألف عامل مصري، وأننا نعمل على توفيق أوضاع العمالة المصرية غير الشرعية، مؤكدا أن السفارة الليبية في القاهرة تصدر يوميا ما بين 300 إلى 350 تأشيرة للعمالة المصرية الراغبة في العمل داخل ليبيا.

وأشار إلى أن السفارة تقدم تسهيلات، منها تقليص فترة الحصول على التأشيرة من 15 يوماً إلى ثمانية أيام.

وشدد السفير في تصريحاته لـ" العربي الجديد "، "لا نريد أن نكون نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية أو لظاهرة عمالة التراحيل وما يترتب عليها من آثار سلبية على المجتمع الليبي، من خلق جرائم بين أوساط المهاجرين غير الشرعيين".

وتابع: ليبيا بلد لا يضع قيودا أمام العمالة المصرية على عكس غيره من البلدان المجاورة، وبالنسبة لسقف تحويل الأموال وتعليم أولاد العاملين وعلاجهم في المستشفيات الحكومية فهي متاحة للعمالة الوافدة.

وعن العلاقات الاقتصادية بين ليبيا ومصر في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلدان، قال: الظروف الحالية أجلت بعض الفعاليات الهادفة إلى تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وليبيا، وضرب مثالا بالمنتدى الاقتصادي، الذي كنا نعمل على تنظيمه، وكان يستهدف إطلاق مشروع مدينتي العلمين طبرق ليكون بمثابة النقطة الواصلة بين البلدين، فقد تم تأجيله حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية واستقرار الأوضاع في ليبيا.

ويرى جبريل أن المنطقة لها قيمة تاريخية، وظلت مهملة لعقود طويلة. وأضاف: منطقة العلمين طبرق الواقعة علي الساحل الشمالي وتربط مصر وليبيا واعدة تنمويا وتمتد لأكثر من 650 كيلومترا بين المدينتين وبعمق أكثر من 200 كيلومتر في الصحراء .

وحسب جبريل فإن الخطط التنموية للمنطقة تهدف إلى إقامة تجمعات سياحية تضم منتجعات وفنادق ومراسي بحرية لخدمة اليخوت في البحر المتوسط، فضلا عن إقامة التجمعات السكانية والزراعية في البلدين. وأضاف: المنطقة كانت سلة الغذاء التي تقدم القمح لإيطاليا في العصور القديمة.

وأوضح أن المنطقة لها أهمية، سواء على البعد التنموى أو الأمني، إذ سيتم عبرها جذب استثمارات عالمية في السياحة والزراعة والطاقة البديلة والإسكان وخلق فرص عمل وتوطين نحو 18 مليون نسمة، وفي الوقت نفسه، سيتقلص الإرهاب والهجرة غير الشرعية عبر ليبيا إلى أوروبا وكذلك تجارة السلاح.

وتبلغ الاستثمارات الليبية في مصر نحو 12 مليار دولار فضلا عن تبادل تجاري بين البلدين بقيمة ملياري دولار.

وحذر السفير الليبي في القاهرة محمد فايز جبريل، من خطورة كبيرة إذا أهملت تنمية منطقة العلمين طبرق الواقعة على الساحل الشمالي جراء انتشار حركات الإرهاب وتجارة السلاح والهجرة غير الشرعية.

وقال: المنطقة ستكون أقل كلفة في الإقامة عن غيرها من المناطق السياحية على مستوى العالم لقربها من السوق الأوروبية، باعتبارها مصدرا رئيسا للسياحة على مستوى العالم.

وعن المعارك الدائرة في شرق ليبيا قال السفير الليبي في القاهرة: ستؤثر هذه الأعمال على أنشطة الشركات الأجنبية ومشروعاتها، وستؤثر سلبا على الاقتصاد الليبي ككل.

وأضاف: إن الشرق لديه إحساس بالغبن من الأوضاع الاقتصادية، عاشها على مدار 40 عاما من حكم الديكتاتور معمر القذافي الذي أطاحت به الثورة، حيث يوجد النفط في أرضه، مقابل الغرب الأكثر تنظيما، وبالتالي فإن التنمية هي الحل.

ويواجه الاقتصاد الليبي عقبات بسبب عدم الاستقرار السياسي، وسيطرة ميليشيات مسلحة على عدد من المنشآت النفطية.

المساهمون