"بيروت آرت فير": الفن كسردية بديلة

"بيروت آرت فير": الفن كسردية بديلة

20 سبتمبر 2019
(عمل لـ سيرين فتوح، من المشاركات في المعرض)
+ الخط -

هذا العام، يخصص "بيروت آرت فير"، المعرضُ الدولي للفن الحديث والمعاصر، جلّ فعالياته ليطل على مشهد الفن في المشرق وشمال أفريقيا، حيث يشهد البرنامج المتواصل حتى 22 من الشهر الجاري 55 معرضًا من 18 دولة، إلى جانب ثلاثة معارض حصرية.

من أبرز معارض الدورة العاشرة "كنز دفين وغير متوقّع"، الذي يضم أعمالاً لم تعرض من قبل للفنان اللبناني حسين ماضي (1938)، ومنها ما يصوّر فيه مناظر طبيعية. المجموعة الاستثنائية المكونة من 47 لوحة أنجزها بين عامي 1965 و 1970 خلال سنواته الأولى في روما، وفُقدت لمدة أربعين عامًا تقريبًا وعُثر عليها مؤخراً.

أهمية اللوحات لا تقتصر على فهم نقطة أو مرحلة من تجربة ماضي، بل هي أيضًا شهادة على التبادلات الفنية الإيطالية اللبنانية خلال أواخر الستينيات، حيث انتقل ماضي إلى روما عام 1963، والتحق فيها بـ "أكاديمية دي بيل آرتي" لتكون بداية لعقد من الزمان في العاصمة الإيطالية.من معرض تحية إلى لبنان

أصبحت هذه الأعمال جزءًا من مجموعة مازن سويد، الذي تعقّب لوحات ماضي التجريدية إلى روما، لتمثّل مذكرات بصرية للفنان الشاب بينما هو يتفاعل مع محيطه الجديد بعد مغادرة وطنه.

من المعارض المهمة أيضاً؛ "تحية إلى لبنان" الذي يستكشف الإبداعات الغربية المستوحاة من المكان اللبناني من القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا، من خلال الأعمال الفنية والأشياء التاريخية من مقتنيات فيليب جابري.

الأعمال بمثابة رحلة عبر الزمان والمكان تقدم صورة للبنان من خلال عيون الغرب، وقبل فترة طويلة من إنشاء جمهورية لبنان الحديثة في عام 1943. يضم المعرض أكثر من مائة عمل فني ومصنوعات استثنائية وقطع نادرة عن الرحلات الاستكشافية للبنان، مثل البطاقات البريدية وألبومات الصور الفوتوغرافية أو ألبومات الألوان المائية.

إلى جانب المعارض، تقام سلسلة من الطاولات المستديرة التي تتناول عدة محاور وقضايا تتناول صناعة الفنان وأهمية الفن في سرد ​​قصة بديلة عن المنطقة وتأثير المشاهد الفنية على بيئتها والتحديات المالية التي تواجهها المتاحف الإقليمية اليوم.

من الندوات المبرمجة: "لبنان في الثمانينات"، ومن "الاستوديو إلى المؤسسات الثقافية: ما الذي يحدّد مهنة الفنان؟"، و"أهمية الفنون في سرد ​​قصة بديلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" التي تطرح عدة أسئلة من بينها: هل يجب على الفنانين تولي مهمة كتابة التاريخ في غياب نسخة "رسمية" منه، وكيف يساهم الفنانون الحديثون والمعاصرون في كتابة تاريخ بلادهم ومنطقتهم؟

تناقش الطاولات المستديرة أيضاً تلك التي تناقش "تأثير المشهد الفني على بيئته"، والتي تتساءل عن الكيفية التي يمكن من خلالها للمشهد الفني أن يساهم في تحول المجتمع، إلى جانب محاضرة عن "التحديات الاقتصادية للمتاحف: التمويل والعمل الخيري".

المساهمون