هل ستدخل البشمركة إلى كوباني؟

هل ستدخل البشمركة إلى كوباني؟

14 أكتوبر 2014
+ الخط -

تتجه جميع الأنظار إلى هولير، عاصمة إقليم كردستان العراق، وتتابع بشغف وقلق كبيرين ما سيثمر عنه الاجتماع المرتقب، بدعوة ورعاية رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، بين المجلس الوطني الكردي في سورية، ومجلس (TV DEM) التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي. على الرغم من حساسية المواقف بين المجلسين، والإشكاليات الكبيرة المتولدة نتيجة سياسة كل طرف، إلا أن الملف الأكثر تعقيداً وإشكالية هو ملف عين العرب (كوباني) وهجمات "داعش" عليها. وإذا ما استمر حزب الاتحاد الديمقراطي في رفضه مشاركة قوات المجلس الوطني الكردي في الحرب ضد "داعش"، حينها سيتذكر الكرد "كوباني" في أمسياتهم ومجالسهم وأحاديثهم.

والمجلس الوطني الكردي جزء من ائتلاف قوى المعارضة السورية، وهو ملتزم بقرارات الائتلاف وتوصياته، بأي خصوص كان، والـ"ب ي د" عضو في هيئة التنسيق السورية، وبتحليل بسيط، فإن موقف الائتلاف من قضية "كوباني" أكثر تقدماً وحيوية من موقف هيئة التنسيق. وحين يطالب المجلس الكردي بدخول شبابه المتطوعين، في الإقليم أو المرابطين على الحدود التركية، فإنهم سيدخلون بغطاء من الائتلاف السوري، ودعم مباشر من الأميركيين، ومباركة الإقليم الكردستاني. وحينها، من حق تلك القوات المطالبة بالسلاح من الائتلاف، إضافة إلى الدعوة لدخول كتائب الجيش الحر مع البشمركة، أو القوات المتطوعة للدفاع عن المدينة.

على أي حال، من نتائج تفكك العقل الثوري السوري زرع ازدواجية سيئة في وضع "كوباني"، إلى درجة أن السائل بات يحتار في هوية "كوباني"، وكأن الثورة السورية وجدت لتقسم الشارع السوري بين كردي وعربي. والقضية مرتبطة بتلاعب الإعلام، مع حقد غلاة التعصب القومي، فكوباني المدينة الكردية السورية تستباح، لكن هذه النغمة تطفو على السطح، لأن دعم المعارضة له مع كل ما تم، إلا أنه لم يكن في المستوى المطلوب، فإن سقطت كوباني ستكون المدينة السورية الأولى التي سقطت بعد مقاومة كبيرة من شباب وشابات في عمر الورود، استطاعوا واستطعن الصمود بأسلحتهم التقليدية، أمام أشد التنظيمات فتكاً وتجهيزاً. مع ذلك، لابد من حل هذا الإشكال، عبر ضخ إعلامي موضوعي ومنصف، لتقديم قضية كوباني على أنها جزء من الهم السوري كله، وليست قضية كردية محضة، وكلنا يتذكر لافتات كوباني الثورية في تحيتها ودعمها حمص، ودرعا، وكفرنبل..إلخ.

وسيكون تشكيل قوة عسكرية قوامها من المتطوعين الكرد، وقوات الحماية الشعبية، والجيش الحر، من أولى نتائجه تحرير كوباني وتطهيرها في أيام معدودة، إضافة إلى إيجاد جيش بري، يُمكن أن يكون نواة للجيش السوري المقبل، تحت يافطة ما يُعرف دولياً: قوات المعارضة المعتدلة، المتشكلة من بقايا الجيش الحر، والقوات الكردية النظامية، بشقيها ال(ي ب ك، والبشمركة)، إضافة إلى المتطوعين، كرداً وعرباً.

وتبقى المشكلة الأكبر أن الوضع غير مستقر عموماً، وما تزال الأمور كلها مبهمة، فنسبة الرفض داخل حزب الاتحاد الديمقراطي لتوحيد الجهود العسكرية، ما تزال موجودة ومرتفعة، وحينها، ربما تجد تركيا نفسها مضطرة للدخول برياً، بغض النظر عن تكلفة الدخول. لكن، سيبقى سؤال الغصة كردياً: لماذا لا يتفق الكرد معاً؟ ولماذا يرفضون بعضهم بعضاً؟

34E2B376-7410-4A76-B556-7FDC4C9BB5C2
34E2B376-7410-4A76-B556-7FDC4C9BB5C2
شفان إبراهيم (سورية)
شفان إبراهيم (سورية)