نتنياهو أمام "أيباك": بلاغة خطابية وحيل قديمة

نتنياهو أمام "أيباك": بلاغة خطابية وحيل قديمة

05 مارس 2014
شكل خطاب نتنياهو عودة إلى خطاب بيريز التاريخي
+ الخط -

 لم يفاجئ خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "أيباك"، أحداً في إسرائيل؛ فقد سخّر قدراته البلاغية والخطابية لتقديم "عرض كما هو مطلوب منه"، وفق صحيفة "هآرتس"، مستخدماً الحيل القديمة نفسها للفوز بالتصفيق الحار والتأييد الكبير.

وفي الوقت الذي حدد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما مسبقاً لنتنياهو محاور اللقاء بينهما، وجد الأخير في مؤتمر اللوبي الصهيوني، متنفساً ومنبراً مفتوحاً ليركز على ما أراد أن يكون أصلاً محور لقائه مع أوباما وهو "الخطر الإيراني". غير أن نتنياهو فاجأ الجميع في اختياره خطاباً اعتبره الإسرائيليون معتدلاً، لأنه أعاد للأذهان الدبلوماسية الاسرائيلية التي اعتاد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز اعتمادها؛ وهي دبلوماسية البكاء من أجل السلام وثماره من خلال توظيف العقل اليهودي مع المال العربي، وفق لغة بيريز، والتكنولوجيا والمبادرة الإسرائيلية، مع القدرات العربية وفق خطاب نتنياهو.

وركّز نتنياهو في خطابه على الملف النووي الإيراني، مهاجماً الاتفاق المرتقب، ومؤكداً من وجهة نظره، على ضرورة منع إيران من الوصول إلى قدرة تطوير أسلحة ذرية. وكرر مزاعمه من أن إيران لو كانت تريد مفاعلاً لأغراض سلمية فقط، لما رفضت السماح للمراقبين الدوليين بتفتيش منشآتها وزيارتها، ولا كانت لها حاجة في بناء مفاعل للمياه الثقيلة.

واعتمد رئيس الحكومة العبرية لغة الترهيب في خطابه، عندما أعلن أن الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى والعابرة للقارات ستوجه في نهاية المطاف، وتسقط فوق واشنطن.

ورغم الحيز الواسع الذي احتله الملف النووي الإيراني في خطاب نتنياهو، كان جوهر حديثه الموضوع الفلسطيني، حيث حاول الردّ على ما اعتبرته الصحافة الإسرائيلية التأييد الذي يحظى فيه الفلسطينيون في الإدارة الأميركية، وتبني أوباما، للوهلة الأولى للموقف الفلسطيني؛ فعاد نتنياهو وكرر مطلب اعتراف الفلسطينيين "الآن وبدون أي تأخير أو ذرائع" بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، معلناً أن لا أحد غير الجيش الإسرائيلي سيحمي حدود الدولة الإسرائيلية.

ورغم إقرار وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه لا جديد في خطاب نتنياهو، ولا تغيير في موقفه المبدئي، فان إعلانه أنه "على استعداد لإبرام سلام تاريخي مع الشعب الفلسطيني وإنهاء النزاع التاريخي" شكّل مدخلاً للعودة إلى خطاب بيريز التاريخي بالتعويل على "علاقات اقتصادية مزدهرة مع كبرى الدولة العربية". ورأى مراسل الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو تعمّد تجاهل ذكر اسم الرئيس الأميركي في خطابه، لكنه أيضاً حرص على عدم الخوض في مواجهة مع الإدارة الأميركية.

في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية السابق، داني أيالون، الذي شغل في الماضي سفيراً لإسرائيل لدى واشنطن، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنه لا يعتقد أن بمقدور الولايات المتحدة، خلال الوقت القصير المتبقي للموعد النهائي، أواخر نيسان/أبريل، جسر الهوة بين مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى اتفاق إطار. غير أن الولايات المتحدة، ستعمل باعتقاده، من أجل ضمان تمديد المفاوضات لعام على الأقل كي لا تظهر بمظهر العاجز كلياً، خصوصاً في ضوء تراجع "هيبتها" كدولة عظمى على ضوء أحداث أوكرانيا.

وكشف أيالون النقاب عن أن إسرائيل، عندما كان نائباً لوزير الخارجية الإسرائيلية، أعدت خطة بديلة تقوم على أساس حلّ مرحلي طويل الأمد.

المساهمون