نازحون عراقيون يصارعون الحكومة على خيمة (صور)

نازحون عراقيون يصارعون الحكومة على خيمة (صور)

06 سبتمبر 2016
وجدوا أنفسهم بدون سكن يؤويهم (العربي الجديد)
+ الخط -

كل يوم يجد العراقيون أنفسهم في صراع جديد لم يعرفوه من قبل، في ظل العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، فيما يقرب من نصف مساحة البلاد شمالاً ووسطاً وشرقاً وغرباً، لكن النازحين منهم يكابدون صراعاً أكثر قسوة على خيامهم التي أظلت آلامهم ومأساة نزوحهم.

ومع بدء العد التنازلي لعودة النازحين إلى مناطقهم في الفلوجة وأطرافها من بلدات وقرى وأرياف بعد سيطرة القوات العراقية عليها، نهاية يونيو/حزيران الماضي، بدأ صراع النازحين مع الحكومة العراقية على خيامهم، مطالبين بالسماح لهم بأخذها ونصبها على أنقاض دورهم المدمرة في المدينة.

وذكرت مصادر أمنية من داخل الفلوجة، أنّ قائم مقام المدينة، عيسى العيساوي، يحاول إقناع الجهات الحكومية بنقل كرفانات وخيام النازحين من عامرية الفلوجة ليحملوها معهم لدى عودتهم، لنصبها فوق أنقاض منازلهم المدمرة بسبب الحرب.

وتأتي هذه المطالبات من قبل النازحين قبيل البدء بإعادتهم إلى القرى والبلدات والأرياف المحيطة بمدينة الفلوجة منذ نحو أسبوع، في وقت لم تعلن فيه الحكومة عن تعويضات مالية للمنازل المدمرة، ما يجعل أصحابها في حيرة من أمرهم عند العودة.

صبيح الجميلي (47 عاماً) من أهالي بلدة الكرمة (20 كلم شرقي الفلوجة)، يقول "دمّرت منازلنا بسبب العمليات العسكرية خلال الفترة الماضية، ومضى علينا في مخيمات العامرية أكثر من عامين، فإذا عدنا إلى مناطقنا أين سنسكن ومنازلنا مدمرة، لذلك نطالب بالسماح لنا بأخذ خيامنا معنا لنصبها فوق أنقاض المنازل لحين صرف التعويضات".

دمرت منازل النازحين (العربي الجديد)



ويضيف الجميلي لـ"العربي الجديد"، "المئات من النازحين دُمرت منازلهم أو أحرقت بالكامل وهي غير صالحة للسكن، وإذا سمحت لنا الحكومة بأخذ الكرفانات والخيام التي نسكنها في مخيمات النزوح في عامرية الفلوجة إلى مناطقنا، ستحل مشكلتنا بشكل كبير".

وتعتبر مشكلة المنازل المدمرة والمحترقة إحدى أبرز معوقات عودة النازحين إلى مناطقهم، لعدم وجود بدائل للسكن أو تعويضات مالية لإعادة بنائها أو ترميمها، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ منتصف عام 2015.

ويقول ناشطون إنّ السلطات الحكومية تعارض نقل النازحين لخيامهم وكرفانات السكن التي آوتهم خلال مدة النزوح إلى مناطقهم، بذريعة احتمال حدوث موجات نزوح أخرى من المناطق التي مازال تنظيم "داعش" يسيطر عليها.

يطالبون بحمل خيامهم معهم (العربي الجديد) 


ويوضح الناشط المدني حذيفة الدليمي أنه "مع بدء موجة النزوح، مطلع ومنتصف عام 2014، بدأت المنظمات الإنسانية بتوفير المخيمات والكرفانات لإيواء النازحين، وخلال الحرب فقد معظمهم منازلهم التي دمرت أو أحرقت، ما يعني فقدانهم سكنا بديلا في مدنهم إذا عادوا".

ويلفت الدليمي إلى أن "هذه الحالة تعني ضياعا جديدا للنازحين العائدين إلى منازلهم المدمرة، لذلك على الحكومة أن تسمح لهم بأخذ خيامهم وكرفاناتهم لنصبها على أنقاض منازلهم أو قربها لحين توفير بدائل مناسبة".

ظافر المحمدي (53 عاماً) نزح بأسرته من الصقلاوية شمال الفلوجة، منتصف 2015، نحو مخيمات عامرية الفلوجة، فقد منزله خلال الحرب ولم يعد قادراً على العودة أو البقاء في المخيم إذا عاد أهل بلدته.

يقول المحمدي "إنها مشكلة كبيرة نمر بها، فإذا عدنا إلى مناطقنا لن نجد مكانا نأوي إليه، فمنازلنا مدمرة أو محترقة بالكامل، ولهذا نطالب الحكومة العراقية بالسماح لنا بأخذ الخيام والكرفانات التي سكناها طيلة فترة النزوح معنا لتوفر لنا سكنا بديلا حتى تحل الحكومة هذه المشكلة".

ويتوقع مراقبون أن تعصف بالمناطق التي استعادتها القوات العراقية من قبضة تنظيم "داعش" مشكلة كبيرة، وهي مشكلة السكن إثر دمار كبير تعرضت له الأحياء السكنية، خاصة في مدينة الرمادي وتكريت وبيجي والفلوجة وبلدات أخرى.

وتواجه المدن المدمرة مشكلة إيجاد سكن أو بدائل ملائمة، ما دفع الكثير من النازحين العائدين إما للسكن تحت ما تبقى من أنقاض منازلهم أو نصب خيام فوق الأنقاض كسكن بديل لأسرهم.

 

 

المساهمون