نازحون سوريون يرقعون الخيام المهترئة أملا في حد أدنى من الخصوصية

نازحون سوريون يرقعون الخيام المهترئة أملا في حد أدنى من الخصوصية

03 يوليو 2020
يطالبون باستبدال خيمهم القديمة والمهترئة (Getty)
+ الخط -

بدأ النازح السوري أبو محمد عمره(49 عاما)، منذ الصباح الباكر إصلاح الخيمة التي حصل عليها عندما نزح من بلدته بريف اللاذقية هربا من قذائف القوات النظامية، معتمدا على الأغطية المهترئة وقطع النايلون وبعض القصب.

أبو محمد ربّ أسرة مكونة من 6 أفراد، ويقيم منذ نحو أربع سنوات في مخيمات الساحل بريف إدلب، وسبق أن ناشد  بمعية السكان المنظمات الإنسانية، لاستبدال الخيام المهترئة والممزقة، والتي لم تعد تحفظ شيئا من خصوصيتهم، كما أنها لا ترد الحر أو المطر، بحسب حديثه مع "العربي الجديد"، مضيفا "نعيش على أمل أن ينتهي هذا الكابوس ونعود إلى ديارنا عقب رحيل النظام".
وبين أن "غالبية الخيام لم تعد صالحة للسكن، وقد مضى عليها عدة أعوم، وغالبيتها دون عازل حراري، بالرغم من جميع المناشدات، ما جعل الحياة بداخلها معاناة مضاعفة".
وحال الخيام في مخيم قاح شمال إدلب مثل حالها في باقي المناطق، بحسب حديث مدير المخيم ياسر حلاق مع "العربي الجديد"، قائلا "غالبية الخيام قديمة وبحاجة للتغيير، فقد جاوزت مدة استخدامها الـ6 سنوات وما فوق، ما يزيد من معاناة النازحين المعيشية، فلا سكن مناسبا ولا حتى قدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية".
وأضاف "الناس تحلم بأن تستبدل الخيمة بغرفة تكون جدرانها من الطوب، على الأقل تصمد بوجه الريح فلا تتمزق، وتخفف من الحرارة والبرودة، ولا تسمح بتسرب المياه إلى داخلها".
وتابع: "هناك مشكلة أخرى بالنسبة للقاطنين في الخيام، وهي قذائف الأعيرة النارية المتساقطة جراء إطلاق النار في الهواء، الأمر الذي تسبب بسقوط العديد من الإصابات، ففي المنطقة يكثر عادة إطلاق الأعيرة النارية بشكل كبير، في الأعراس والمآتم والخلافات".      
سوء حالة خيام النازحين في شمال سورية أصبح سمة شبه عامة، ففي الريف الغربي من حلب قال مدير مخيم التل بالقرب من بلدة حلزون والملقب بأبو شهاب، في حديث مع "العربي الجديد"، "لا أدري كيف أصف سوء حال وضع الناس والخيام التي تؤويهم، إن صح القول، لا نعلم أيهما أهم، استبدال الخيام الممزقة أم سد جوع الأطفال، منذ أربعة أشهر لم تصل إلينا أي سلال غذائية، الشهر الماضي وصلت سلة إسعافية بداخلها بعض المعلبات، والناس تريد أرزا وبرغلا وزيتا وسكرا".
وبين أن "الخيمة مكونة من شادر واحد، ما حوّلها إلى فرن لا يطاق الجلوس بداخلها في النهار، فتجد الناس تمضي يومها في العراء تحت شجر الزيتون"، ولفت إلى أن "مسألة استبدال الخيام أمر ضروري جدا ومهم وخاصة قبل بدء فصل الشتاء المقبل، فقد مضى على استخدامها ما بين 3-5 سنوات".
من جانبه، قال مسؤول الإغاثة في مجلس بلدة حلزون بريف إدلب نهاد مستو، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع مأساوي جدا، و80 بالمائة من الخيام على الأقل بحاجة إلى استبدال".

وأضاف "طوال عدة سنوات الأهالي يحاولون إصلاحها، عبر خياطتها ووضع رقع لها مما يتوفر من أغطية وقطع قماش"، ولفت إلى أن "مياه الأمطار دائما تسبب كوارث لمن يعيش بخيمة، فالسيول قبل مدة تسببت بدمار العديد من الخيام، ما أدى إلى سقوط ضحايا".
وذكر أن "الخيام بالأصل تحرم العائلات من خصوصيتها، بسبب قربها من بعضها البعض، وخاصة أن جدرانها بالنهاية عبارة عن قطع من القماش".
يشار إلى أنه يعيش بشمال غرب سورية نحو 4 ملايين شخص، منهم مئات آلاف النازحين الموزعين على العديد من المخيمات المفتقرة إلى المقومات الأساسية للعيش.

المساهمون