من مرتضى منصور إلى برلسكوني.. الجدل لا يتوقف

من مرتضى منصور إلى برلسكوني.. الجدل لا يتوقف

20 اغسطس 2014
مرتضى منصور..الجدل مستمر
+ الخط -

يرتبط في عالم كرة القدم كثيراً ما يدور خارج الملعب بما يحدث داخله وفي بعض الأحيان يصبح كلاهما انعكاساً للآخر، الأمر لا يرتبط فقط بمستوى اللاعبين البدني أو فكر المدرب الخططي أو الدعم الجماهيري، ولكن أيضاً بالضغط الاعلامي وطريقة الادارة التي يتبعها رؤساء الأندية.

على مر العصور الكروية كانت هنالك دائماً فئة خاصة من رؤساء الأندية، مهما تباينت الظروف الثقافية أو الأبعاد الجغرافية، ظلت تميزهم، صفة تضعهم غالبا في فصيلة واحدة.. الأمر هنا يتعلق باثارة الجدل بارتكاب أفعال طائشة وتطاولات.. الدخول في معارك بساحات القضاء أو الدخول في نزاعات سياسية وربما في بعض الأحيان عرقية دون أدنى داع إلى ذلك.

مرتضى منصور ورونالدينيو وأوباما
بكل تأكيد في العالم العربي، خير ممثل لرؤساء الأندية مثيري الجدل، هو المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المصري، فنزاعاته القضائية الكروية والسياسية وتصريحاته معروفة للجميع، وآخرها ما قاله بخصوص تعرضه لمحاولة اغتيال.

نوادر رئيس نادي الزمالك المصري لا تتوقف فقط عند مشاحناته السياسية، الأبرز على الساحة بطبيعة الحال، ولكنها أيضاً ترتبط بفريقه، ومن أبرز "الطرائف الكروية" التي تحدث عنها أخيراً سعيه إلى التعاقد مع الساحر البرازيلي رونالدينيو.

مرت الأيام ولم تأت هذه الصفقة الخيالية، رغم أنه كان قد أكد في لقاء تلفزيوني وجود مفاوضات مع اللاعب، بل وردّ على محاوره ساخراً حينما أشار إلى صعوبة الأمر بقوله "تحب أضم أوباما"، في اشارة إلى الرئيس الأميركي.

كذلك لم يجد مانعاً في فسخ عقد المدير الفني السابق للفريق أحمد حسام ميدو عقب أن توج الزمالك معه بلقب كأس مصر دون ابداء أسباب مقنعة، وفي قرار لم يفهمه الكثيرون كالعادة، والتعاقد مع حسام حسن لقيادة مشروعه الجديد الذي تعاقد فيه مع 13 لاعباً دفعة واحدة، في رقم قياسي في تاريخ النادي.

سيلفيو برلسكوني..الفارس المضحك
منصب برلسكوني السابق كرئيس للوزراء والحالي كرئيس لإيه سي ميلان الإيطالي، وأسلوبه الشعبوي، جعلاه من أكثر المواد الصحافية إثارة للجدل، فتقريباً كل أنواع الفضائح الممكنة ارتبط بها اسمه، من فضائح جنسية مع قُصّر إلى محاكمات قضائية بخصوص تقديم رشى إلى حرمان من العمل السياسي، كل هذا بخلاف عدم تعليقه على التعليقات العنصرية التي أطلقها شقيقه باولو ضد ماريو بالوتيلي ووصفه بـ"زنجي العائلة الصغير".

على الرغم من كل هذا فإن تركيبة برلسكوني الشخصية ككل تكسبه نوعاً من الـ"كاريزما" التي يتفرد بها عن باقي رؤساء الأندية، فقراءة تصريحات الرجل المعروف محلياً باسم "الفارس"، أو مشاهدة المزحات التي لم يتوان عن تنفيذها مع أقوى سيدة في العالم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تعد دائماً سبباً للابتسام والضحك.

ماوريتسيو زامباريني.. سفاح المدربين
لا يتوقف الجدل في إيطاليا أبداً، فبخلاف برلسكوني، يظهر اسم آخر في القائمة، إنه ماوريتسيو زامباريني رئيس نادي باليرمو.. هو رجل ذو طباع خاصة متسرع وعنيد ولا يتوقف عن اطلاق التصريحات الغريبة، ولكن قبلها لا بد أن يمارس هوايته في طرد المدربين، ومن ضمن أرقامه القياسية تولي 23 مديراً فنياً تدريب فريقه في الفترة بين عامي 2002 و2012.

عمليات "الاغتيال الكروية" التي نفذها مع مدربي فريقه ليست هي الوحيدة التي تجعله محط الأنظار، بل أيضاً هجومه الضاري والدائم على التحكيم، لدرجة أنه طالب في احدى المرات بضرورة معاقبة حكام المباريات المخطئين.

ديل نيدو وقبعة السجن
خوسيه ماريا ديل نيدو رئيس إشبيلية السابق، رجل ذو شخصية فريدة، ظل فترة طويلة يفضل الظهور في مباريات فريقه وهو يرتدي قبعة صغيرة ليشبه الممثل المعروف داني ديفيتو، خصوصاً أنه كلما كان يرفعها يظهر تشاركهما في الصلع نفسه.. سر القبعة لم يعرفه أحد، ولكن ما يعرفه أغلب عشاق الليجا أنه كان رجلاً يحب دائماً انتقاد برشلونة في المباريات التي تجمعهما وحتى طريقة احتفال لاعبيه بالأهداف، حتى أن رئيس النادي الكتالوني الأسبق جوان لابورتا لم يسلم منه.

نهايته للأسف كانت سيئة حيث اضطر للاستقالة من رئاسة النادي العام الماضي عقب ادانته باختلاس الأموال من الحسابات العامة لمدينة إشبيلية وتضليل العدالة، ليزج به في الحبس، وليستبدل قبعته الشهيرة بقبعة السجن.

كيرت رينتسش وشعوذة النتائج
وبعيداً عن الأضواء المسلطة دائماً على الدوريات الكبرى مثل الإيطالي والإسباني، فهناك في أميركا اللاتينية، وتحديداً في بوليفيا، يظهر رئيس نادي ذا سترونجست كيرت رينتسش ليدلي بتصريحات حول تدخل السحر والشعوذة في نتائج فريقه، الأمر نفسه الذي سبق أن قام به المستشار مرتضى منصور حينما تحدث عن استغلال عصام الحضري للجن لحماية مرماه.

يعود هذا الأمر إلى فبراير/شباط 2013 حينما حصل فريقه على نقطتين فقط بمرحلة كلاوسورا في واقعة لم تحدث من قبل، حيث قال رينتسش حينها إن الفريق كان ضحية لـ"السحر" لأنه عثر على اسمه مكتوباً بـ"ملح أسود" بالقرب من ملعب النادي في حي أتشوماني بالعاصمة لاباز.

المثير في الأمر أن رئيس النادي تابع حديثه بخصوص الأمر كما لو كان هو نفسه مشعوذاً حيث قال "أصب لعناتي على من ارتكب هذا الفعل وكل من يأتي من نسله لخمس سنوات آتية، اذا كان أحدهم يرغب في اصابتي بالأذى فليتقدم، أما فريقي فلا".

كين بيتس.. رجل الكهرباء
الأمور في الدوري الإنجليزي لا تختلف كثيراً عن البقية، فمع وجود برلسكوني وزامباريني وغيرهما بالدوري الإيطالي، وديل نيدو بالليجا، فإن الـ"بريميير" كانه وسيظل له نصيب مع رؤساء الأندية مثيري الجدل، وإن كان أشهرهم بالطبع هو مالك ورئيس نادي تشيلسي السابق كين بيتس.

حديث رينتسش عن الشعوذة وفصل المدربين والاختلاس شيء، والمقترح الذي تقدم به بيتس حينما كان رئيساً لـ"البلوز" في اجتماع لمناقشة كيفية مواجهة مشاغبي الملاعب الإنجليزية "الهوليجانز" شيء آخر.. الحل بالنسبة إليه كان بسيطاً "كهربة الأسوار"، وحين سئل عن السبب وراء هذه الفكرة أجاب "هذا الأمر يعمل بصورة جيدة في مزرعتي".

دلالات

المساهمون