مصر: دماء واعتقالات في أسبوع تظاهرات "باطل ما يحكمش"

مصر: دماء واعتقالات في أسبوع تظاهرات "باطل ما يحكمش"

09 مايو 2014
التظاهرات تخللها اعتقالات وإصابات بين المحتجين
+ الخط -
نظّم أنصار "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، اليوم الجمعة، تظاهرات ومسيرات في المحافظات المصرية، ضمن الفعاليات التي دعا إليها التحالف تحت عنوان "باطل ما يحكمش"، تخللها اعتقال عدد من المشاركين بعد لجوء القوات الأمنية إلى تفريق التظاهرات بالقوة.

تظاهرات واعتقالات

وفي الإسكندرية، أصيب العشرات بجروح واختناقات خلال تفريق قوات الأمن تظاهرات معارضة للانقلاب وترشيح السيسي، في حين خرجت مسيرات وسلاسل بشرية حملت شعار "باطل ... ما يحكمش" في أغلب مناطق المحافظة.

وذكر بيان لمديرية أمن الاسكندرية أنه تم اعتقال خمسة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة إثارة الشغب.

وقال شهود عيان، إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق تجمع لرافضي الانقلاب أمام مسجدي الجهاد وهدى الاسلام في مناطق أبو سليمان وسيدي بشر في شرق المدينة، عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين.

وأشار الشهود إلى حدوث حالة من الكر والفر في المنطقة بعد قيام عناصر من الشرطة والجيش بمساعدة ما يوصفون بـ"البلطجية" بحملة اعتقالات عشوائية في صفوف المصلين بعد مطاردتهم في الشوارع الجانبية وقامت بإغلاق المساجد وتمشيط المنطقة بالكامل.

وخرجت مسيرة في منطقة برج العرب بغرب الإسكندرية، رفضاً للانقلاب العسكري، وترشيح وزير الدفاع المستقيل، عبد الفتاح السيسي، إلى رئاسة الجمهورية.
وشارك في المسيرة التي طافت شوارع المنطقة العديد من الحركات والروابط الشبابية والنسائية، مرددين هتافات مناهضة لحكم العسكر، وممارسات الداخلية القمعية للتظاهرات السلمية وكذلك المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.

ورفع المشاركون الأعلام المصرية وشارات رابعة وصور مرسي، وأخرى لعدد من المعتقلين من أبناء المحافظة.

وأكدوا على مواصلة احتجاجاتهم وحراكهم الثوري إلى حين إسقاط الانقلاب العسكري ومحاكمة قادته وعودة المسار الديموقراطي.

كما ندّد المشاركون بحكم العسكر، وسوء أوضاع البلاد في الفترة الأخيرة، وفشل حكومة الانقلاب في حل المشاكل الاقتصادية والأمنية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، فضلاً عن الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون من رافضي الانقلاب في أماكن الاحتجاز.

وفي الجيزة، اعتدت قوات الأمن على مسيرة في حي المهندسين بالغاز والخرطوش، كانت انطلقت بشكل مفاجئ عصر يوم الجمعة من شارع محي الدين أبو العز. وتم فض المسيرة في شارع السودان في الجيزة بعد وصول سيارتي أمن مركزي وقوات فض الشغب.

وكثفت قوات الأمن من تعزيزاتها عبر سيارة أمن محملة بقوات أمن بزي مدني. وحاول المتظاهرون تعطيل قوات الأمن بإشعال النيران في اطارات السيارات في منتصف طريق شارع السودان، قبل أن يتفرق المتظاهرون. وتسببت التعزيزات الأمنية في حالة من الشلل المروري في المنطقة.

وكانت الأجهزة الأمنية تحسبت للتظاهرات الرافضة للانقلاب، وقامت بنصب عدد من المتاريس الحديدية، والأسلاك الشائكة في محيط ميدان نهضة مصر المقابل لجامعة القاهرة. كما كثفت الأجهزة الأمنية من وجودها أمام سفارتي الإمارات والسعودية بطريق كورنيش النيل.

وفي الصعيد، شارك الآلاف من الرافضين للانقلاب في تظاهرات حاشدة في مختلف مراكز محافظ المنيا. وخرحت تظاهرات في كل من ديرمواس، مدينة سمالوط، مدينتي المنيا وملوي.

وفي مدينة الحوامدية (جنوب الجيزة) نظم الرافضون للانقلاب مسيرة حاشدة طافت أرجاء المدينة. كما نظموا سلسلة بشرية في طريق مصر أسيوط الزراعي.

واضطر المتظاهرون إلى إنهاء الفعاليات عقب انتشار قوات الأمن المدعومة بالبلطجية في الشوارع، بعدما اصطدمت سيارة شرطة بأحد أعمدة الإنارة بالقرب من السلسلة البشرية التي نظمها ثوار المدينة.

كذلك انتفضت مدينة البدرشين (جنوب الجيزة). وشكل المتظاهرون سلسلة بشرية طويلة على طريق مصر أسيوط الزراعي المؤدي إلى محافظات الصعيد. وفي محافظة بني سويف، خرجت مسيرات في مدن الفشن وببا ومركز ناصر والميمون.

أما في القاهرة، شهد محيط المدينة الجامعية في مدينة نصر مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين من الطلاب. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط جرحى واعتقال عشرات الطلاب.
وأعلن المتحدث الرسمي لحركة "طلاب ضد الانقلاب"، محمود الأزهري، أن عدد المعتقلين ارتفع إلى 22 طالباً، منذ بداية المواجهات مع قوات الأمن.

وذكرت حركة "طلاب ضد الانقلاب" في الجامعة أن قوات الأمن عززت من وجودها أمام البوابة الرئيسية للمدينة الجامعية، واستخدمت قنابل الغاز والخرطوش لتفرقة المتظاهرين.

وكانت قوات الأمن قد فرقت، عقب صلاة الجمعة مباشرةً، تظاهرات طلابية داخل المدينة واعتقلت عدداً من الطلاب.

كذلك، خرجت مسيرات حاشدة في عدة في أحياء المطرية، عين شمس، عزبة النخل (شرق القاهرة)، فيما حطم مجهولون سيارة شرطة حاولت الاعتداء على مسيرة للمؤيدين لمرسي، وذلك بعدما هرب ضابط وجندي كانا بداخلها في شارع المطرية.

وسادت السخرية والتهكم من ملامح البرنامج الانتخابي للسيسي تظاهرات رافضي الانقلاب في مناطق شرق القاهرة.وحمل المتظاهرون لوحاً مجسماً تضمن رموزاً للمحاور التي يقوم عليها البرنامج الانتخابي لقائد الانقلاب.

وشملت اللوحة رغيفاً مقطعاً إلى أربعة أقسام، و"حزمة خضار"، و"مصباحاً كهربائياً موفّراً". وهي محاور حل الأزمات التي يعاني منها المصريون في الكهرباء والخبز والبطالة، على حد قول السيسي، خلال المقابلة التي أجريت معه أخيراً على حلقتين.

وكان السيسي اعتبر أن تقسيم رغيف الخبز قد يسهم في انتهاء أزمة الخبز. كما أشار إلى أن ذهاب الخريجين لشراء الخضراوات من أسواق الجملة وبيعها في الشوارع، سينهي أزمة البطالة، واستخدام المصريين للمصابيح الكهربائية الموفّرة سيخفف أزمة انقطاع الكهرباء المتواصلة.

وفي مدينة المعادي (جنوب القاهرة)، شارك المئات من النساء والطلاب المنتمين لحركة "ثانوي ضد الانقلاب"، في مسيرة حاشدة منددة بالانقلاب العسكري.

ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها "حلمنا مش إننا نبيع خضار على عربيات ... حلمنا إننا نزرع خضار ونصنع عربيات".

وفي حلوان، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد السادات. وهتف المتظاهرون خلالها هتافات منددة بوزارة الداخلية منها "أوعى تنسى وخليك فاكر ... اللي قتلوا إخواتنا عساكر"، و"الداخلية بلطجية"، فيما اصطفت مدرعات الشرطة وسيارات الترحيل وقوات الأمن المركزي بشارع شريف استعداداً لمواجهة المتظاهرين.

كذلك، خرجت مسيرة رافضة للانقلاب من مسجد عماد راغب بالحي الرابع في مدينة 6 أكتوبر. كما خرجت مسيرة أخرى من أمام مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، رفع خلالها المتظاهرون صوراً للرئيس المنتخب وشارات رابعة العدوية.

وأكد شهود عيان في المسيرة، إلقاء قوات الأمن القبض على شاب لم يبلغ من العمر 18 عاماً، أثناء خروجه من المسجد، للانضمام للمسيرة.

من جهتهم، نظم أهالي بورسعيد (شمالي شرقي مصر)، مسيرة حاشدة، استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر اليوم رفضاً للانقلاب.
وندد المشاركون بحكم العسكر وسياسة الاعتقالات المستمرة والتعذيب الممنهج الذي يتعرض له المعتقلون، ولا سيما الأطفال.

وكانت قوات الأمن ألقت مواد حارقة على بعض المعتقلين ومن بينهم أطفال بقسم الزهور، بحسب بيان التحالف ببورسعيد.

وأكد المتظاهرون، صمودهم حتى عودة الشرعية كاملة والإفراج عن كافة المعتقلين في سجون الانقلاب والقصاص للشهداء.

واعتدى مجهولون بزي مدني على مسيرة أنصار الرئيس المنتخب، والتي كان أغلب المشاركين فيها أولتراس نهضاوي.

كذلك نظم أنصار مرسي سلاسل بشرية قبيل صلاة الجمعة مباشرة في محافظة الإسماعيلية شمال شرق مصر. واصطف المشاركون في السلاسل البشرية حاملين علامات رابعة، إضافة إلى صورة لعدد من المعتقلين والشهداء. 

أما في محافظة الفيوم، فخرجت التظاهرات عقب صلاة الجمعة مباشرة من المساجد الكبرى في المحافظة. وتحركت داخل الأحياء السكنية والشوارع الكبرى وسط مدينة الفيوم.

وبالتزامن مع تلك التظاهرات، خرجت مسيرات أخرى لرافضي الانقلاب في مركز طامية في محافظة الفيوم. ورفع المتظاهرون صور مرسي مطالبين بعودة الشرعية. ورفعوا صور السيسي وهي ملطخة بالدماء.

صور السيسي ملطخة بالدماء

ودعت مجموعات شبابية إلى حملة لتلطيخ صور السيسي باللون الأحمر، في إشارة إلى سفكه لدماء معارضيه.

وقام عدد من الشباب في مناطق مختلفة في محافظات عدة، منها البحر الأحمر والشرقية وقنا، بالبدء في الحملة، التي لاقت استحسان الكثيرين من الشباب الرافض للانقلاب.

وقال أحد مطلقي الحملة ويدعى إسلام لـ"العربي الجديد" "قمنا بهذه الخطوة لأن هذا هو شكله الطبيعي الذي يريد أن يخفيه عن الناس".

من جهته، رأى إبراهيم علي أن "السيسي أراد أن يكون رئيساً حتى ولو كان سيسيل بذلك أنهار الدم، وهو ما حدث في المجازر التي وقعت منذ الانقلاب، وأهمها مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة والتي تعد الكبرى في تاريخ مصر الحديث".

وأضاف "نسعى من وراء حملتنا لترسيخ تلك الصورة الذهنية عنه، كما كانوا يفعلون مع الرئيس مرسي حين صوروا للناس صورة ذهنية سلبية عنه. وهو ما ظهر عكسه تماماً الآن".