مشاريع صغيرة تفتح آفاقاً لنازحي الغوطة الشرقية

09 يونيو 2018
حاولوا التأسيس لحياة جديدة (Getty)
+ الخط -
بعد نزوحهم إلى الشمال السوري، سعى أهالي الغوطة الشرقية إلى تأسيس حياة جديدة، بعيدًا عن مساعدات المنظمات الإغاثية، أو البقاء في المخيمات ذات الأفق المحدود بالنسبة لهم، متخذين خطوات لتدشين مشاريع صغيرة ومتوسطة، حسب الإمكانيات المتاحة، ومقدمين نماذج عديدة نالت إعجاب الأهالي.

ويقول هشام أبو حاتم، أحد أبناء مدينة دوما الذين لجأوا إلى مدينة الباب في حلب، وافتتح متجراً للأجهزة التقنية: "كان من الصعب عليّ جداً إيجاد عمل أؤمّن من خلاله لقمة العيش خلال سنوات الحصار الست التي عشتها في دوما بالغوطة الشرقية، وكانت الحياة شبه متوقفة، والحصار جعلنا نفكر بأشياء محددة فقط".

ويتابع في حديثه لـ"العربي الجديد": "كان جلّ الاعتماد في تأمين الدخل، إما على قريب خارج البلاد يرسل بعض الأموال، أو الاستدانة ممن لديه القدرة على المساعدة، أو بيع بعض حاجيات المنزل، أو مساحة من الأرض أو العقارات، إذ ترغم الحاجة الشخص على البيع، ولو بثمن بخس".

ويضيف "عند خروجنا إلى الشمال السوري وافتقارنا إلى أي شيء يمكن الاستعانة به، مثل ممتلكات نبيعها، كان من الضروري إيجاد أعمال صغيرة نتمكن من خلالها من تحصيل لقمة العيش"، مشيرا إلى أنه بدأ برأس مال صغير ليفتتح متجرا متواضعا لبيع الأجهزة التقنية، التي تعود عليه بدخل لا بأس به كافٍ في الوقت الحالي.

أما النازح أمين (38 عاماً) فإنه ليس لديه أي معيل خارج سورية من الممكن أن يسانده في الحياة داخل المخيم القريب من مدينة الباب، ولذلك قرر العمل بمهنته التي عمل بها سابقاً في الغوطة الشرقية، إذ افتتح مطعما صغيرا في أحد أحياء مدينة الباب.

يقول لـ"العربي الجديد": "نظرت إلى ما نحن عليه، وتساءلت إلى متى سنبقى جالسين من دون عمل. ومن الصعب بالنسبة لي العمل في البناء أو الأعمال التي تحتاج إلى قوة جسدية؛ فقررت العودة إلى عمل اعتدت ممارسته وأحببته، فاستدنت مبلغا من المال وافتتحت المطعم، وهو يلاقي قبولا جيدا من أهالي المدينة، إذ يبدون إعجابهم بالمأكولات التي نعدها، وبالنسبة لي لم تنته الحياة بنزوحنا وفقدنا بيوتنا وأرضنا وسنستمر لإثبات ذاتنا من جديد".

أما محمد فتحي، فقد اغتنم فرصة ذهبية بعد سنوات من الحصار قضاها في مدينة مسرابا، إذ افتتح متجرا لبيع ملابس الأطفال، ويستطيع تأمين البضاعة له بحرية وأريحية كما يصف لـ"العربي الجديد"، مضيفا "العمل هنا ضرورة ملحّة لنا؛ وكنازحين خرجنا من حصار طويل وجدنا الطريق أمامنا مفتوحة لبدء حياة جديدة كنا افتقدناها".

من جهته، يصف سميح عقيل (43 عاما)، وهو من أهالي مدينة الباب، لـ"العربي الجديد"، نازحي الغوطة الشرقية في مدينته على وجه الخصوص، والشمال السوري عموما، بأنهم أناس قادرون على الإنتاج والعمل، والتأقلم بشكل جيد، فمعظمهم بادر، والمدينة انتعشت بالمطاعم والمتاجر التي افتتحها النازحون، مردفا أنهم "قدموا نموذجا يحتذى به، لم يقدمه نازحون من مناطق سورية أخرى استضافتهم المدينة منذ سنوات".

المساهمون