مركز "جرائم الحرب" العراقي يكشف عن اعتقال مليشيا مسلحة لمدنيين

16 اغسطس 2020
يتزايد نفوذ المليشيات في العراق (Getty)
+ الخط -
كشف مركز "جرائم الحرب" العراقي، اليوم الأحد، عن عمليات اعتقال قامت بها جماعة مسلحة في مدينة الصقلاوية بمحافظة الأنبار، غربي البلاد، بينما أكد مراقبون أن انتهاكات اخرى لمليشيات تحدث في مناطق حزام بغداد.
ونشر مركز "جرائم الحرب"، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، صورة قال إنها "توثيق لعمليات اعتقال تعسفية قامت بها "فرقة علي القتالية"، يوم أمس  السبت، في أثناء مداهمتها ناحية الصقلاوية في محافظة الأنبار، حيث اعتقلت عدداً من المدنيين من أبناء الناحية واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ضابط في قيادة شرطة الأنبار قال لـ"العربي الجديد"، إنه لا يمتلك معلومات عن هذه العملية، إلا أنه أقرّ في الوقت ذاته بوجود فصائل مسلحة في أغلب مدن محافظة الأنبار، وبضمنها الصقلاوية، مشيراً إلى حدوث مشاكل بين الحين والآخر بين عناصر المليشيات والمدنيين بسبب الاحتكاك غير المبرر لبعض الفصائل في المناطق السكنية والأسواق.
وسبق أن طالب سياسيون وبرلمانيون بإخراج المليشيات المدعومة من إيران من محافظة الأنبار، مشيرين إلى وجود تذمر من قبل السكان المحليين بسبب تصرفات المليشيات.
ومطلع الشهر الحالي، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، النائب عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، أن المليشيات المسلحة تتبع طرقاً سيئة ومهينة تجاه العراقيين في المحافظات المحررة (شمال البلاد وغربها)، قبل أن تتبع الأسلوب ذاته مع المتظاهرين.
ولم تقتصر انتهاكات الجماعات المسلحة على الأنبار وبقية المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، بل وصلت أيضاً إلى المناطق الواقعة بمحيط العاصمة بغداد، بحسب ما يؤكده معنيون بتوثيق الجرائم في العراق.
وقالت مستشارة المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، فاطمة العاني، إن المركز حصل على معلومات تفيد بحدوث انتهاكات من قبل المليشيات ضد المدنيين في منطقة المدائن جنوب شرق بغداد، مبينة خلال حديث لمحطة تلفزيونية عراقية أن المنطقة تتعرض لعمليات ممنهجة منذ سنوات.
واشارت إلى أن الانتهاكات تتضمن عمليات اعتقال وتضييق ضد المدنيين، مؤكدة أن تلك الأحداث التي تجري أمام أنظار قوات الأمن تهدف إلى تهجير السكان واجراء عملية تغيير ديموغرافي.
ولفتت إلى نصب الفصائل المسلحة نقاط تفتيش للتحكم بالداخلين الخارجين من المدائن، موضحة أن كثيراً من السكان اضطروا إلى المغادرة للتخلص من سطوة المليشيات.
وبينت العاني أن ما يجري في المدائن وبقية مناطق حزام بغداد يجري بذات النهج والمنفذين، مؤكدة أن الهدف من ذلك أصبح واضحاً، وهو بسط سيطرة المليشيات على هذه المناطق.
وأوضحت أن عمليات الاعتقال والتغييب القسري والتهجير والاستيلاء على الممتلكات التي تقوم بها المليشيات تتعارض مع المواثيق الدولية، وتندرج ضمن بند الجرائم ضد الإنسانية، على حد قولها.
وتنامى نفوذ المليشيات العراقية كثيراً خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" بعد عام 2014 ومساهمتها في المعارك ضد التنظيم، التي مكنتها من الحصول على موطئ قدم في مناطق شمال العراق وغربه، وكذلك حزام بغداد.